الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (164) قوله تعالى: معذرة : قرأ العامة "معذرة" رفعا على [ ص: 495 ] خبر ابتداء مضمر، أي موعظتنا معذرة. وقرأ حفص عن عاصم وزيد بن علي وعيسى بن عمر وطلحة بن مصرف: "معذرة" نصبا. وفيها ثلاثة أوجه ، أظهرها: أنها منصوبة على المفعول من أجله، أي: وعظناه لأجل المعذرة. قال سيبويه: "ولو قال رجل لرجل: معذرة إلى الله وإليك من كذا انتصب". الثاني: أنها منصوبة على المصدر بفعل مقدر من لفظها تقديره: نعتذر معذرة. الثالث: أن ينتصب انتصاب المفعول به لأن المعذرة تتضمن كلاما، والمفرد المتضمن لكلام إذا وقع بعد القول نصب نصب المفعول به كقلت خطبة. وسيبويه يختار الرفع قال: "لأنهم لم يريدوا أن يعتذروا اعتذارا مستأنفا، ولكنهم قيل لهم: لم تعظون؟ فقالوا: موعظتنا معذرة". والمعذرة: اسم مصدر وهو العذر. قال الأزهري: "إنها بمعنى الاعتذار" والعذر: التنصل من الذنب.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية