الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (167) قوله تعالى: وإذ تأذن : تأذن: فيه أوجه، أحدها: أنه بمعنى آذن أي: أعلم. قال الواحدي: وأكثر أهل اللغة على أن التأذن بمعنى الإيذان وهو الإعلام. قال الفارسي: "آذن" أعلم، وأذن: نادى وصاح للإعلام ومنه قوله تعالى: فأذن مؤذن بينهم . قال: وبعض العرب يجري آذنت مجرى تأذنت، فيجعل آذن وتأذن بمعنى، فإذا كان أذن أعلم في لغة بعضهم فأذن: تفعل من هذا. وقيل: إن معناه حتم وأوجب. وقال الزمخشري: تأذن: عزم ربك، وهو تفعل من الإيذان وهو الإعلام، لأن العازم على الأمر [ ص: 501 ] يحدث به نفسه ويؤذنها بفعله، وأجري مجرى فعل القسم كـ علم الله وشهد الله، ولذلك أجيب بما يجاب به القسم وهو: "ليبعثن". وقال الطبري وغيره: "تأذن معناه أعلم" وهو قلق من جهة التصريف إذ نسبة "تأذن" إلى الفاعل غير نسبة أعلم، وبين ذلك فرق بين التعدي وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: إلى يوم القيامة فيه وجهان أحدهما: أنه متعلق بـ "يبعثن" وهذا هو الصحيح. والثاني: أنه متعلق بـ "تأذن" نقله أبو البقاء. ولا جائز أن يتعلق بيسومهم لأن من: إما: موصولة وإما موصوفة، والصلة والصفة لا يعملان فيما قبل الموصول والموصوف.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية