الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (128) قوله تعالى: يورثها : في محل نصب على الحال. وفي صاحبها وجهان، أحدهما: الجلالة أي: هي له حال كونه مورثا لها من يشاؤه. والثاني: أنه الضمير المستتر في الجار أي: إن الأرض مستقرة لله حال [ ص: 425 ] كونها مورثة من الله لمن يشاء. ويجوز أن يكون "يورثها" خبرا ثانيا، وأن يكون خبرا وحده، و "لله" هو الحال، ومن يشاء مفعول ثان، ويجوز أن يكون جملة مستأنفة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ الحسن ورويت عن حفص "يورثها" بالتشديد على المبالغة. وقرئ "يورثها" بفتح الراء مبنيا للمفعول، والقائم مقام الفاعل هو "من يشاء". والألف واللام في "الأرض" يجوز أن تكون للعهد وهي أرض مصر أو للجنس.

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ ابن مسعود بنصب "العاقبة" نسقا على "الأرض" و "للمتقين" خبرها، فيكون قد عطف الاسم على الاسم والخبر على الخبر فهو من عطف الجمل. قال الزمخشري: فإن قلت: لم أخليت هذه الجملة من الواو وأدخلت على التي قبلها؟ قلت: هي جملة مبتدأة مستأنفة، وأما وقال الملأ فهي معطوفة على ما سبقها من قوله: وقال الملأ من قوم فرعون .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية