الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 365 ] آ. (75) قوله تعالى: قال الملأ : قرأ ابن عامر وحده: "وقال" بواو عطف نسقا لهذه الجملة على ما قبلها، وموافقة لمصاحف الشام، فإنها مرسومة فيها. والباقون بحذفها: إما اكتفاء بالربط المعنوي، وإما لأنه جواب لسؤال مقدر كما تقدم نظيره، وموافقة لمصاحفهم، وهذا كما تقدم في قوله: وما كنا لنهتدي إلا أنه هو الذي حذف الواو هناك.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: للذين استضعفوا اللام للتبليغ. ويضعف أن تكون للعلة. والسين في " استكبروا " و " استضعفوا " يجوز أن تكون على بابها من الطلب أي: طلبوا أولئك الكبر من أنفسهم ومن المؤمنين الضعف. ويجوز أن يكون استفعل بمعنى فعل كعجب واستعجب.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: لمن آمن منهم بدل من " الذين استضعفوا " بإعادة العامل، وفيه وجهان أحدهما: أنه بدل كل من كل إن عاد الضمير في "منهم" على قومه، ويكون المستضعفون مؤمنين فقط. كأنه قيل: قال المستكبرون للمؤمنين من قوم صالح. والثاني: أنه بدل بعض من كل إن عاد الضمير على المستضعفين، ويكون المستضعفون ضربين: مؤمنين وكافرين، كأنه قيل: قال المستكبرون للمؤمنين من الضعفاء دون الكافرين من الضعفاء.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أتعلمون في محل نصب بالقول. و "من ربه" متعلق بمرسل. و "من" للابتداء مجازا، ويجوز أن تكون صفة فتتعلق بمحذوف.

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: بما أرسل به متعلق بـ "مؤمنون" قدم للاختصاص والاهتمام وللفاصلة. و "ما" موصولة. ولا يجوز هنا حذف العائد وإن اتحد الجار للموصول وعائده; لاختلاف العامل في الجارين. وكذلك قوله: [ ص: 366 ] آ. (76) بالذي آمنتم به كافرون .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية