الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
16367 - ورواه سعيد بن عبيد ، عن بشير بن يسار: زعم أن رجلا ، من الأنصار يقال له سهل بن أبي حثمة ، أخبره أن " نفرا من قومه انطلقوا إلى خيبر ، فتفرقوا فيها ووجدوا أحدهم قتيلا ، وقالوا للذين وجد فيهم: قتلتم صاحبنا؟ قالوا: ما قتلنا ولا علمنا قاتلا ، فانطلقوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا: يا رسول الله انطلقنا إلى خيبر فوجدنا أحدنا قتيلا؟ فقال لهم: "تأتوني بالبينة على من قتله" ، قالوا: ما لنا بينة قال: "فتحلفون" ، قالوا: لا نرضى بأيمان اليهود ، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبطل دمه ، فوداه مائة من إبل الصدقة " .

16368 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق ، أخبرنا إبراهيم بن إسحاق ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا سعيد بن عبيد بهذا الحديث ، رواه البخاري عن أبي نعيم ، وأخرجه ، مسلم من وجه آخر ، عن سعيد ، ولم يسق متنه لمخالفته رواية يحيى ، [ ص: 176 ] .

16369 - قال مسلم بن الحجاج : رواية سعيد غلط ، ويحيى بن سعيد أحفظ منه .

16370 - قال أحمد: وهذا يحتمل أن لا يخالف رواية يحيى بن سعيد ، عن بشير ، وكأنه أراد بالبينة أيمان المدعين مع اللوث كما فسره يحيى بن سعيد ، [ ص: 177 ] أو طالبهم بالبينة كما في هذه الرواية ، فلما لم يكن عندهم بينة عرض عليهم الأيمان كما في رواية يحيى بن سعيد ، فلما لم يحلفوا ردها على اليهود كما في الروايتين جميعا ، والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية