الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
17250 - قال أحمد: قد روينا عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس على المختلس ، ولا على المنتهب ، ولا على الخائن قطع" أخبرناه أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال في آخرين ، قالوا: حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثني عيسى بن ابن جريج ، عن أبي الزبير. فذكره ، [ ص: 429 ] .

17251 - وذكر بعض أهل العلم أن ابن جريج لم يسمعه من أبي الزبير ، إنما سمعه من ياسين الزيات. وقد رواه المغيرة بن مسلم عن أبي الزبير ، نحو ذلك .

17252 - وروينا عن عمر ، وعلي ، ما دل على ذلك.

17253 - وأما الحديث الذي روى معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت: "كانت امرأة مخزومية تستعير المتاع ، وتجحده ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع يدها".

17254 - فقد رواه الليث بن سعد عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، أن "قريشا ، أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت" ، [ ص: 430 ] .

17255 - وبمعناه قاله عبد الله بن وهب عن يونس ، عن الزهري .

17256 - وبمعناه قال أبو الزبير ، عن جابر .

17257 - وبمعناه قاله مسعود بن الأسود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .

17258 - وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وايم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها" ، وفي هذه القصة دليل على أن المخزومية كانت سرقت ، وكأنها كانت قد اشتهرت باستعارة المتاع ، وجحودها ، ثم سرقت فعرفت بما اشتهرت ، والقطع معلق بالسرقة ، والله أعلم .

17259 - والحديث الذي يروى عن نافع ، في هذه القصة كما روى معمر ، مختلف فيه على نافع ، فقيل عنه ، عن ابن عمر ، وقيل عنه ، عن ابن عمر ، أو عن صفية بنت أبي عبيد ، وقيل عنه ، عن صفية بنت أبي عبيد .

17260 - وحديث الليث عن الزهري ، أولى بالصحة لما ذكرنا من موافقته ، والله أعلم.

[ ص: 431 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية