الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
15668 - وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ، حدثنا أبو العباس الأصم ، أخبرنا الربيع بن سليمان ، أخبرنا الشافعي ، حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن الشعبي : أن عمر بن الخطاب رضي الله ، عنه كتب في قتيل وجد بين خيوان ووادعة أن يقاس ما بين القريتين فإلى أيهما كان أقرب أخرج إليه منهم خمسين رجلا ، حتى يوافوه مكة ، فأدخلهم الحجر ، فأحلفهم ، ثم قضى عليهم بالدية ، فقالوا: ما وفت أموالنا أيماننا ، ولا أيماننا أموالنا ، قال عمر رضي الله عنه: كذلك الأمر .

15669 - قال الشافعي : وقال غير سفيان ، عن عاصم الأحول ، عن الشعبي : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حقنتم بأيمانكم دماءكم" ولا يطل دم مسلم .

15670 - فقد ذكر الشافعي رحمه الله في الجواب عنه ما يخالفون عمر رضي الله عنه في هذه القصة من الأحكام .

15671 - ثم قيل له: أفثابت هو عندك؟ قال: لا ، إنما رواه الشعبي ، عن الحارث الأعور ، والحارث الأعور مجهول ، ونحن نروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإسناد الثابت: أنه بدأ المدعين فلما لم يحلفوا [ ص: 17 ] قال: "فتبرئكم يهود خمسين يمينا؟" وإذا قال: "تبرئكم" ، فلا يكون عليهم غرامة ، ولما لم يقبل الأنصاريون أيمانهم ، وداه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجعل على يهود والقتيل بين أظهرهم شيئا .

15672 - قال الربيع : أخبرني بعض أهل العلم ، عن جرير ، عن مغيرة ، عن الشعبي ، قال: حارث الأعور كان كذابا .

15673 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا عبد الله بن محمد الكجي ، حدثنا إسماعيل بن قتيبة ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن الشعبي ، قال: حدثنا الحارث الأعور ، وأشهد بالله أنه كان كذابا .

15674 - قال أحمد: وروي ذلك عن الحارث بن الأزمع ، عن عمر .

15675 - قال شعبة : فقلت لأبي إسحاق : من حدثك؟ قال: حدثني مجالد ، عن الشعبي ، عن الحارث بن الأزمع .

15676 - وقيل: عن مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عمر ، [ ص: 18 ] .

15677 - ومجالد غير محتج به ، واختلف عليه في إسناده.

التالي السابق


الخدمات العلمية