الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6 - ذرية المرتدين

16642 - قال الشافعي : "لا تسبى للمرتدين ذرية امتنعوا أو لم يمتنعوا أو لحقوا بدار الحرب أو أقاموا لأن حرمة الإسلام قد ثبتت للذرية حكم الإسلام ، ولا ذنب لهم في تبديل آبائهم" .

16643 - وحكي في رواية أبي عبد الرحمن البغدادي عنه عن بعض العراقيين ، أن حكمهم أهل الأوثان إذا حاربوا ، ولحقوا بدار من دور المشركين .

16644 - قال: واحتج بأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فعل ذلك في بني ناجية. فقتل مقاتلتهم، وسبى ذراريهم بعدما ارتدوا .

16645 - قال الشافعي : قد زعم أبو الطفيل أن بني ناجية كانوا على أصناف ثلاثة ، فمنهم قوم كانوا على النصرانية ، ثم أسلموا ، ثم ارتدوا ، وقوم كانوا ثابتين على النصرانية لم يسلموا ، وقوم منهم على إسلامهم ، فأتاهم عامل علي فأخبروه بأمرهم وكانوا قد نصبوا الحرب واعتزل المسلمون منهم وقاتل من لم يزل على النصرانية ومن ارتد .

16646 - قال أحمد: حديث أبي الطفيل فيما أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي ، حدثنا أبو عمرو المقرئ ، حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ، عن عبد الملك بن سعد بن حيان ، عن عمار الدهني ، قال: حدثني أبو الطفيل ، قال: كنت في الجيش [ ص: 266 ] الذي بعثهم علي بن أبي طالب إلى بني ناجية ،. . . فذكر معنى ما حكى الشافعي ، وقد خرجته في كتاب السنن .

16647 - قال الشافعي : فقد يجوز أن يكون علي سبى من بني ناجية من لم يكن ارتد ، للذي وصفنا .

16648 - قال: ويقال له: قد كانت الردة في عهد أبي بكر فلم يبلغنا أن أبا بكر خمس شيئا من ذلك.

[ ص: 267 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية