الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
17009 - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال: أخبرني أبو أحمد الحافظ ، حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي ، حدثنا الوليد بن شجاع ، قال: حدثني ابن وهب ،. . . ، فذكراه بهذا الإسناد ، وقالا متن الحديث: "لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعدا" .

17010 - ولا فرق بين اللفظين في المعنى. رواه البخاري في الصحيح ، عن ابن أبي أويس ، عن ابن وهب ، ورواه مسلم عن أبي الطاهر ، وحرملة ، والوليد بن شجاع ، [ ص: 362 ] .

17011 - وهذا إخبار عن قول النبي صلى الله عليه وسلم .

17012 - فرجع هذا الشيخ إلى ترجيح رواية ابن عيينة ، وقال يونس بن يزيد : عندكم لا يقارب ابن عيينة ، فكيف تحتجون بما روى يونس بن يزيد ، وتدعون ما روى ابن عيينة ؟ .

17013 - وكان ينبغي لهذا الشيخ أن ينظر في تواريخ أهل العلم بالحديث ، وتبصر مدارج الرواة ومنازلهم في الرواية ، ثم يدعي عليهم ما رأى من مذاهبهم ، ويلزمهم ما وقف عليه من أقاويلهم ، لو قال ابن عيينة لا يقارب يونس بن يزيد في الزهري لكان أقرب إلى أقاويل أهل العلم بالحديث من أن يرجح رواية ابن عيينة على رواية يونس [ ص: 363 ] .

17014 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو بكر أحمد بن محمد الأشنائي ، قالوا: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ، قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي ، يقول: " سألت يحيى بن معين ، عن أصحاب الزهري ، فذكر: مالكا ، ويونس بن يزيد ، ومعمرا ، وعقيلا ، وغيرهم ، وذكر منازلهم " .

17015 - قلت: فابن عيينة أحب إليك أو معمر؟ فقال: معمر .

17016 - قلت له: إن بعض الناس يزعمون ، يقولون: سفيان بن عيينة أثبت الناس في الزهري .

17017 - فقال: إنما يقول ذلك من سمع منه ، وأي شيء كان سفيان ، إنما كان غليما يعني أيام الزهري .

17018 - قال: وسمعت عثمان بن سعيد ، يقول: سمعت أحمد بن صالح ، يقول: لا نقدم في الزهري على يونس بن يزيد أحدا .

17019 - قال أحمد بن صالح: وكان الزهري إذا قدم أيلة نزل على يونس بن يزيد ، وإذا سار إلى المدينة زامله يونس.

17020 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بمصر ، حدثنا موسى بن سهل الرملي ، حدثنا عمران بن هارون ، حدثنا صدقة بن المنتصر ، حدثني يونس بن يزيد ، قال: "صحبت الزهري أربع عشرة سنة" .

17021 - قال أحمد: وأما ابن عيينة فإنه قال: ولدت سنة سبع ومائة ، [ ص: 364 ] وجالست الزهري وأنا ابن ست عشرة وشهرين ونصف ، قدم علينا الزهري سنة ثلاث وعشرين ومائة ، وخرج إلى الشام ومات. أخبرنا بذلك أبو بكر الفارسي ، أخبرنا أبو إسحاق الأصبهاني ، حدثنا أبو أحمد بن فارس ، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، قال: قال لي علي هو ابن المديني : عن ابن عيينة. . . ، فذكره .

17022 - قال أحمد: وفيما ذكرنا بيان كبر يونس ، وطول صحبته الزهري ، وصغر سفيان وقصر صحبته إياه .

17023 - وكان الزهري يقول لابن عيينة: ما رأيت طالبا للعلم أصغر منه .

17024 - وكان الزهري يجلسه على فخذه ويحدثه .

17025 - فكم بين سماعه ، وسماع من صحب الزهري أربع عشرة سنة ، يسمعه يبدئ الحديث ، ويعيده ، وينشئه ، ويكرره؟ .

17026 - والعجب أن هذا الشيخ أوهم من نظر في كتابه أنه لم يرو هذا الحديث عن الزهري غير سفيان بن عيينة ، ويونس بن يزيد ، ثم رواه في آخر الباب من حديث إبراهيم بن سعد ، عن الزهري.

التالي السابق


الخدمات العلمية