الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      وأخبرني محمد بن دينار أن مالكا سئل عن رجل قال لامرأته وكانت تلد منه جواري فحملت ، فقال لها : إن لم يكن في بطنك غلام فأنت طالق ألبتة ، فإنك قد أكثرت من ولادة الجواري ، قال : أراها طالقا الساعة ولا ينتظر بها أن تضع ، قلت لابن القاسم : فإن ولدت غلاما هل ترد إليه ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا ; لأن الطلاق قد وقع ، وإنما ذلك عند مالك بمنزلة قوله إن لم تمطر السماء في شهر كذا وكذا في يوم كذا وكذا فأنت طالق ألبتة ، قال مالك : تطلق عليه الساعة ; لأن هذا من الغيب ، فإن مطر في ذلك اليوم الذي سمى لم ترد إليه قال مالك ولا يضرب له في ذلك أجل إلى ذلك اليوم لينظر أيكون فيه المطر أم لا

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم ؟ وأخبرني بعض جلسائه أنه قيل لمالك ما تقول في رجل يقول : إن لم يقدم أبي إلى يوم كذا وكذا فامرأتي طالق ألبتة ؟ قال مالك لا يشبه هذا المطر ; لأن هذا يدعي أن الخبر قد جاءه ، أو الكتاب بأن والده سيقدم وليس هذا كمن حلف على الغيب ولم أسمعه من مالك ، ولكن قد أخبرني به من أثق به من أصحابه والذين بالمدينة

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية