الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : والعبد المدبر أو المعتق إلى سنين إذا اشترى جارية فوطئها فولدت منه أيكون ولده بمنزلته في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال : نعم ولده بمنزلته في هذا الموضع .

                                                                                                                                                                                      قال : وقال مالك : كل ولد ولدته بعد التدبير قبل موت السيد أو بعد موت السيد فإنه يقوم معها فيعتق منها ومن جميع ولدها ما حمل الثلث ولا يقرع بينهم .

                                                                                                                                                                                      قال : وقال مالك : وإن كانت أمة غير مدبرة أو أوصى بعتقها فما ولدت قبل موت السيد فهم رقيق لا يدخلون معها ، وما ولدت بعد موته فهم بمنزلتها يقومون معها في الثلث فيعتق من جميعهم ما حمل الثلث ; وما ولد للعبد المدبر بعد تدبيره قبل موت سيده أو بعده من أمته فهم بمنزلته يقومون معه في الثلث ; وما ولد للعبد الموصى بعتقه من أمته قبل موت سيده فهم رقيق . وما ولد له بعد موت سيده فهم يقومون معه ، وهذا قول مالك كله وهو رأيي .

                                                                                                                                                                                      قال سحنون : وحدثنا عبد الله بن وهب ، عن عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول : ولد المدبرة بمنزلتها يرقون برقها ويعتقون بعتقها . رجال من أهل العلم ، عن علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وزيد بن ثابت وجابر بن عبد الله وسعيد بن المسيب وعمر بن عبد العزيز وسليمان بن يسار وابن شهاب وطاوس وعطاء بن أبي رباح مثل قول ابن عمر .

                                                                                                                                                                                      قال مالك : قد بلغني أن عبد الله بن عمر كان يقول : ولد المدبر من أمته بمنزلته يعتقون بعتقه ويرقون برقه . ابن وهب ، عن عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول : ولد المدبر من أمته بمنزلته يرقون برقه ويعتقون بعتقه . [ ص: 515 ] وقال مالك في عبد دبره سيده ثم توفي ولم يترك شيئا غيره فأعتق ثلثه ثم وقع العبد على جارية له فولدت أولادا ثم توفي العبد وترك مالا كثيرا ولم يترك شيئا غيره قال : أرى ولده على مثل منزلته يعتق منه ما عتق وما بقي فهو رقيق له يستخدمهم الأيام التي له ويرسلهم الأيام التي لهم أو ضريبة على نحو ذلك .

                                                                                                                                                                                      قال يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب وأبي الزناد مثل ذلك . رجال من أهل العلم ، عن ابن المسيب ويحيى بن سعيد وابن قسيط وأبي الزناد وسليمان بن يسار أنه لا يصلح وطء أمة معتقة أعتقت إلى أجل أو وهب خدمتها إلى أجل .

                                                                                                                                                                                      قال يحيى بن سعيد وربيعة وأولادها بمنزلتها . قال ربيعة وذلك لأن رحمها كان موقوفا لا يحل لرجل أن يصيبها إلا زوج .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية