الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في ولاء موالي المرأة وعقل مواليها قلت : أرأيت المرأة على من عقل مواليها ولمن ميراثهم في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال : مالك : عقل ما جرموا إليها من جريرة على قومها وما تركوا من ميراثهم فهو لولد المرأة إن كان لها ولد وإن كانت ميتة ، فإن لم يكن لها ولد فلولد ولد الذكور من ولدها وولد ولدها الذكور دون الإناث .

                                                                                                                                                                                      قلت : وإلى من ينتمي مولى هذه المرأة إلى قوم ولدها أو إلى قوم المرأة وكيف تكتب شهادته ؟

                                                                                                                                                                                      قال : ينتمي إلى قوم المرأة كما كانت المرأة تنتمي . ابن وهب ، عن يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب قال : أخبرني رجال من أهل العلم أن عليا والزبير اختصما في موالي أم الزبير وهي صفية بنت عبد المطلب وهي أم الزبير فقال علي : أنا عصبتها وأنا أولى بمواليها منك يا زبير . وقال الزبير : أنا ابنها وأنا أرثها وأولى بمواليها منك يا علي . فقضى عمر بن الخطاب رضي الله عنه للزبير بموالي صفية أم الزبير وهم آل إبراهيم منهم عطاء ومسافر بن إبراهيم .

                                                                                                                                                                                      قال ابن شهاب : ثم اختصم الناس فيهم حين هلك ولد المرأة الذكور وولد ولدها فردوا إلى عصبة أمهم ولم يكن لعصبة ولد المرأة من ولائهم شيء .

                                                                                                                                                                                      قال ابن وهب : وأخبرني رجال من أهل العلم أن عمر بن الخطاب قضى بالميراث للزبير بالعقل على عصبتها ، فإن مات الزبير رجع إلى عصبتها . مالك بن أنس ، عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم أن أباه أخبره أنه كان [ ص: 579 ] جالسا عند أبان بن عثمان فاختصم إليه نفر من جهينة ونفر من بني الحارث بن الخزرج وكانت امرأة من جهينة تحت رجل من بني الحارث بن الخزرج يقال له إبراهيم بن كليب فماتت المرأة وتركت مالا وموالي فورثها ابنها وزوجها ، ثم مات ابنها فقال ورثة ابنها : لنا ولاء الموالي قد كان ابنها أحرزه ، وقال الجهينيون : ليس كذلك إنما هم موالي صاحبتنا فإذا مات ولدها فلنا ولاؤهم ونحن نرثهم فقضى أبان بن عثمان للجهينيين بولاء الموالي . ابن وهب قال : وأخبرني رجال من أهل العلم عن علي بن أبي طالب وابن شهاب ويحيى بن سعيد أن الموالي يرجعون إذا هلك ولدها إلى عصبتها .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية