الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : فإن كانت مكاتبة غرت من نفسها فعتقت قبل أن يقوى سيدها على وطئها ؟ قال : لا شيء لمولاها على أبي الولد إلا أن يعجز فيرجع رقيقا ، قال : فيكون على الولد قيمة الوالد لأنهم إن عتقت أمهم عتقوا بعتقها ; لأنهم في كتابتها ، ألا ترى أن مالكا قال في ولد أم الولد التي غرت من نفسها إذا مات سيدها قبل أن يقوموا فلا شيء على أبيهم من قيمتهم ، فكذلك والد المكاتبة إذا عتقت قال : وأرى أن تؤخذ منه قيمتهم فيوضع على يدي رجل ، فإن عجزت دفع إلى سيدها وإن أدت كتابتها رد المال إلى أبيهم قلت : أرأيت إن غرت من نفسها عبدا فزعمت أنها حرة فاستخلفت أيكون أولادها أحرارا أم رقيقا ؟ قال : الولد رقيق قلت : أسمعت من مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا قلت : ولم جعلتهم رقيقا أيضا بظن العبد أنها حرة ؟ قال : لأني لا بد لي من أن أجعل الأولاد تبعا لأحد الأبوين ، فأنا قد جعلتهم تبعا للأم ; لأن العبد لا يغرم قيمتهم وهذا رأيي

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية