الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في العبد بين الرجلين يعتق أحدهما نصيبه إلى أجل قلت : أرأيت لو أن عبدا بين رجلين أعتق أحدهما نصيبه منه إلى أجل من الآجال ، فقتله رجل ، أيكون قيمته بين السيدين جميعا في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم ; لأن عتق النصف لم يتم حتى يمضي الأجل ، فكذلك الجنين لم يتم عتق الذي أعتق حصته فيه إلا من بعد الولادة .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت هذا الذي أعتق حصته من هذا العبد إلى أجل من الآجال أيقوم عليه نصيب صاحبه الساعة أم حتى تمضي الآجال ، وكيف إن لم يقوم عليه الساعة كيف يصنع في نصيب صاحبه وقد عضل نصيبه عليه وأضر به ؟

                                                                                                                                                                                      قال : أحب ما فيه إلي أن يقوم عليه الساعة ; لأن الناس قد اختلفوا في المدبر ، وقد سمعت مالكا أفتى فيمن دبر حصته من عبد بينه وبين شريكه أنه قال : يقوم عليه حصة شريكه .

                                                                                                                                                                                      وقوله في المدبر غير هذا إلا أنه أفتى بهذا وأنا عنده فالذي أعتق حصته إلى أجل أوكد وأحرى أن يقوم عليه .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية