الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون ) ( 92 ) .

قوله تعالى : ( أنزلناه ) : في موضع رفع صفة لكتاب . و ( مبارك ) : صفة أخرى ، وقد قدم الوصف بالجملة على الوصف بالمفرد ، ويجوز النصب في غير القرآن على الحال من ضمير المفعول ، أو على الحال من النكرة الموصوفة . و (مصدق الذي ) : التنوين في تقدير الثبوت ؛ لأن الإضافة غير محضة .

( ولتنذر ) : بالتاء على خطاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وبالياء على أن الفاعل الكتاب ، وفي الكلام حذف تقديره : ليؤمنوا ولتنذر ، أو نحو ذلك ، أو لتنذر " أم القرى " أنزلناه .

( ومن ) : في موضع نصب عطفا على " أم " والتقدير : ولتنذر أهل أم .

[ ص: 388 ] ( والذين يؤمنون ) : مبتدأ ، و : " يؤمنون به " الخبر .

ويجوز أن يكون الذين في موضع نصب عطفا على أم القرى ، فيكون يؤمنون به حالا . و ( على ) : متعلقة بـ " يحافظون " .

قال تعالى : ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ) ( 93 ) .

قوله تعالى : ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا ) : ويجوز أن يكون " كذبا " مفعول افترى ، وأن يكون مصدرا على المعنى ؛ أي : افتراء ، وأن يكون مفعولا من أجله ، وأن يكون مصدرا في موضع الحال .

( أو قال ) : عطف على افترى ، و ( إلي ) : في موضع رفع على أنه قام مقام الفاعل ، ويجوز أن يكون في موضع نصب ، والتقدير : أوحى الوحي أو الإيحاء .

( ولم يوح إليه شيء ) : في موضع الحال من ضمير الفاعل في قال ، أو الياء في إلي . ( ومن قال ) : في موضع جر عطفا على من افترى ؛ أي : وممن قال .

و ( مثل ما ) : يجوز أن يكون مفعول سأنزل ، وما بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة .

ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف ، وتكون ما مصدرية .

و ( إذ ) : ظرف لترى ، والمفعول محذوف ؛ أي : ولو ترى الكفار أو نحو ذلك .

و ( الظالمون ) : مبتدأ ، والظرف بعده خبر عنه ، والملائكة مبتدأ ، وما بعده الخبر والجملة حال من الضمير في الخبر قبله .

و ( باسطوا أيديهم ) : في تقدير التنوين ؛ أي : باسطون أيديهم . ( أخرجوا ) : أي : يقولون : أخرجوا ، والمحذوف حال من الضمير في " باسطو " .

و ( اليوم ) : ظرف لأخرجوا ، فيتم الوقف عليه .

ويجوز أن يكون ظرفا لـ " تجزون " فيتم الوقف على " أنفسكم " .

( غير الحق ) : مفعول تقولون .

ويجوز أن يكون وصفا لمصدر محذوف ؛ أي : قولا غير الحق .

( وكنتم ) : يجوز أن يكون معطوفا على " كنتم " الأولى ؛ أي : وبما كنتم ، وأن يكون مستأنفا .

التالي السابق


الخدمات العلمية