الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في الرجل يدعو عبدا له باسمه ليعتقه فيجيبه غيره فيقول له : أنت حر قلت : أرأيت إن دعا عبدا يقال له : ناصح ، فأجابه مرزوق فقال له : أنت حر ، وهو يظن أنه ناصح وشهد عليه بذلك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : يعتقان عليه جميعا يعتق مرزوق بما شهد له ويعتق ناصح بما أقر له مما نوى ، وأما فيما بينه وبين الله فإنه لا يعتق إلا ناصح .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : فإن لم يكن عليه بينة لم يعتق عليه إلا الذي أراد ولا يعتق عليه الذي واجهه بالعتق .

                                                                                                                                                                                      فقال سحنون وقال أشهب في رجل دعا عبدا يقال له : ناصح فأجابه مرزوق فقال : أنت حر ، فقال : أراه حرا فيما بينه وبين الله وفيما بينه وبين العباد ولا أرى لناصح عتقا إلا أن يحدث له العتق ; لأنه دعاه ليعتقه فلم يعتقه وعتق غيره وهو يظنه هو فرزق هذا وحرم هذا

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية