الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وصلى الإمام بالناس في المسجد ركعتين ، وركع في كل ركعة ركوعين .

التالي السابق


( وصلى الإمام) أي: إمام المسجد ( بالناس) أي: الجماعة الحاضرين ( في المسجد) . قال في الروضة: يستحب في الجماعة من صلاة الكسوفين، ولنا وجه أن الجماعة فيها شرط ووجه: لا تقام إلا في جماعة واحدة كالجمعة، وهما شاذان، ويستحب أن تصلى في الجامع، وفي الأركان والشروط سواء صلوها جماعة في مصر، أو صلاها المسافرون في الصحراء .

قلت: وقال شارح المختار من أصحابنا، وإنما خص إمام الجماعة؛ لئلا تقع الفتنة في التقدم والتقديم. اهـ .

وزاد غيره أو مأمور السلطان، وقال الزاهدي من أصحابنا: فإن لم يحضر الإمام الأعظم يصلي الأئمة بالناس في مساجدهم بإذنه، وعن أبي حنيفة: إن لكل إمام مسجد أن يصلي في مسجده. اهـ .

( ركعتين، وركع في كل ركعة ركوعين) قال الرافعي : أقلها أن يحرم بنية صلاة الكسوف، ويقرأ الفاتحة، ويركع، ثم يرفع فيقرأ الفاتحة، ثم يركع ثانيا، ثم يرفع ويطمئن، ثم يسجد، فهذه ركعة، ثم يصلي ركعة ثانية كذلك، فهي ركعتان، في كل ركعة قيامان، وركوعان، ويقرأ الفاتحة في كل قيام، فلو تمادى الكسوف؛ فهل يزيد ركوعا ثالثا؟ وجهان؛ أحدهما: يزيد ثالثا ورابعا وخامسا، حتى ينجلي الكسوف. قاله ابن خزيمة والخطابي وأبو بكر الصبغي من أصحابنا للأحاديث الواردة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين في كل ركعة أربعة ركوعات. وروى خمسة ركوعات، ولا محمل له إلا التمادي، وأصحها لا تجوز الزيادة كسائر الصلوات، وروايات الركوعين أصح وأشهر، فيؤخذ بها. كذا قاله الأئمة، ولو كان في القيام الأول فانجلى الكسوف لم تبطل صلاته، وهل له أن يقتصر على قومة واحدة أو ركوع واحد في كل ركعة؟ وجهان بناء على أن الزيادة عند التمادي إن جوزنا الزيادة جاز النقصان بحسب مدة الكسوف، وإلا فلا .

ولو سلم من الصلاة والكسوف باق، فهل له أن يستفتح صلاة الكسوف مرة أخرى؟ وجهان خرجوهما على جواز زيادة عدد الركوع، والمذهب المنع .




الخدمات العلمية