الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
متنظفين في ثياب بذلة واستكانة متواضعين بخلاف العيد وقيل : يستحب إخراج الدواب لمشاركتها في الحاجة ولقوله صلى الله عليه وسلم لولا صبيان رضع ومشايخ ركع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا .

التالي السابق


ويستحب أن يخرجوا مشاة ( متنظفين) بالماء والسواك، وقطع الرائحة الكريهة ( في ثياب بذلة) ، وهي التي تلبس في حال الخدمة والشغل بالأعمال للاتباع. رواه الترمذي وصححه، وعند أحمد وأصحاب السنن من حديث ابن عباس رفعه، خرج متبذلا متواضعا متضرعا في المصلى، فرقي المنبر .. الحديث، وينزعها بعد فراغه من الخطبة. وقال أصحابنا: في ثياب خلقة غير مرقعة أو مرقعة، وهو أولى إظهارا لصفة كونهم .

وقوله: ( واستكانة) هو عطف تفسير، وعبارة الروضة: في ثياب بذلة وتخشع، ( متواضعين) خاشعين لله تعالى، ناكسي رؤوسهم ( بخلاف العيد) ؛ فإنه يؤمر فيه بالطيب والزينة والتجمل في كل شيء، ( وقيل: يستحب إخراج الدواب) أيضا ( لمشاركتهم في الحاجة) ، وعبارة الروضة: ويستحب إخراج البهائم على الأصح، وعلى الثاني لا يستحب، فإن أخرجت فلا بأس. ا هـ .

وقال أصحابنا: ويستحب إخراج الدواب وأولادها، ويفرقون فيما بينها ليحصل التحنن وظهور الضجيج بالحاجات. ا هـ. ولقوله صلى الله عليه وسلم: ( لولا صبيان رضع) جمع راضع ( ومشايخ ركع) جمع راكع ( وبهائم رتع) جمع راتعة ( لصب عليكم البلاء صبا) .

قال العراقي : أخرجه البيهقي، وضعفه من حديث أبي هريرة . ا هـ .

قلت: وأخرجه أبو يعلى أيضا من حديث أبي هريرة ، وأخرجه الطيالسي والطبراني في الكبير، والأوسط، والبيهقي أيضا وابن منده وابن عدي وآخرون كلهم من حديث هشام بن عمار، عن عبد الرحمن بن سعد بن عمار، عن مالك بن عبيدة بن مانع الديلمي، عن أبيه، عن جده، ولفظهم: لولا عباد لله ركع، وصبية رضع، وبهائم رتع، لصب عليكم العذاب صبا، وعند بعضهم البلاء بدل العذاب، وعند الطبراني [ ص: 440 ] والبيهقي زيادة، ثم رص رصا، قال الذهبي في المهذب: حديث ضعيف؛ مالك وأبوه مجهولان، وقال الهيثمي بعدما عزاه للطبراني فيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار، وهو ضعيف. ا هـ .

وأخرج ابن ماجه من حديث عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر مرفوعا في حديث أوله: "يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن" فذكرها، "ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا".

ولفظ حديث أبي هريرة عند البيهقي : "لولا شباب خشع، وبهائم رتع، وشيوخ ركع، وأطفال رضع، لصب عليكم العذاب صبا" وفي سنده إبراهيم بن خيثم. قال النسائي : متروك، وقال الأزدي: كذاب ذكره صاحب الميزان، وذكر له هذا الحديث، وعند البخاري مرفوعا: "هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم.

وأخرج الحاكم بإسناد صحيح أن نبيا من الأنبياء استسقى فإذا هو بنملة رافعة ببعض قوائمها إلى السماء، فقال: ارجعوا، فقد استجيب لكم من أجل النملة.




الخدمات العلمية