الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
70 - 9 أخبرنا أبو يعلى ، حدثنا العباس النرسي ، حدثنا يزيد ، عن [ ص: 332 ] سعيد ، عن قتادة رضي الله عنه ( قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون ) ، " والأعمى ، الكافر الذي عمي عن حق الله عز وجل ، وأمره ، ونعمه عليه . والبصير ، العبد المؤمن الذي أبصر بصرا نافعا ، ووحده ، وعمل بطاعة ربه عز وجل ، وانتفع بما أتاه من الله عز وجل

وفي كتابي عن موسى بن عيسى النيلي ، عن أحمد بن أبي الحواري رحمه الله قال : التقى حكيمان من الحكماء ، فقال أحدهما لصاحبه : بم عرفت ربك ؟ قال : " بفسخ العزم ، ومنع الهم ، لما عزمت فأزالني القدر ، وهممت فحال بيني وبين همي ، فعلمت أن المستولي على قلبي غيري . قال : فبم عرفت الشكر ؟ قال : " بكشف البلوى لما رأيته مصروفا عني موجودا في غيري شكرته على ذلك ، قال : فبم أحببت لقاءه ؟ قال : " بأصل التخيير ، وانتفاء التهمة . قال : فما أصل التخيير ، وانتفاء التهمة ؟ [ ص: 333 ] قال : " لما اختار لي تبارك وتعالى دين الأنبياء ، والملائكة أحسنت به الظن ، ونفيت عنه التهمة ، وعلمت أن الذي اختاره لي هذا لا يسيء إلي ، فأحببت لقاءه " . [ ص: 334 ] [ ص: 335 ] [ ص: 336 ] [ ص: 337 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية