الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وروينا من طريق ابن ماجه ، حدثنا محمد بن يحيى ، حدثنا إسرائيل ، حدثنا سماك بن حرب ، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن قريشا أتوا امرأة كاهنة، فقالوا لها: أخبرينا [ ص: 160 ] أشبهنا أثرا بصاحب المقام؟ فقالت: إن أنتم جررتم كساء على هذه السهلة، ثم مشيتم عليها أنبأتكم، فجروا كساء، ثم مشى الناس عليها، فأبصرت أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: هذا أقربكم إليه شبها. ثم مكثوا بعد ذلك عشرين سنة أو ما شاء الله ثم بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم.

وذكر ابن أبي خيثمة ، حدثنا موسى ، حدثنا حماد ، عن حميد، عن عكرمة; أن نفرا من قريش مروا بجزيرة من جزائر البحر، فإذا هم بشيخ من جرهم، فقال: ممن أنتم؟ قلنا نحن من أهل مكة من قريش. فقال الشيخ ذات يوم: لقد طلع الليلة نجم، لقد بعث فيكم نبي. قال: فنظروا فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث تلك الليلة.

قرئ على أبي عبد الله محمد بن عبد المؤمن المقدسي وأنا أسمع بغوطة دمشق، أخبرتكم أم النور عين الشمس بنت أحمد بن أبي الفرج الثقفي إجازة؟ قالت: أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الإخشيد، قراءة عليه، حدثنا الشيخ الزكي أبو القاسم الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود الثقفي ، حدثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن إبراهيم الثقفي ، حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن أله المعدل ، حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد ، حدثنا القاسم بن الفضل ، حدثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: بينما راع يرعى بالجزيرة، إذ عرض الذئب لشاة من شائه، فحال الراعي بين الذئب وبين الشاة، فأقعى الذئب على ذنبه، فقال: ألا تتقي الله: تحول بيني [ ص: 161 ] وبين رزق ساقه الله إلي. فقال الراعي: هل أعجب من ذئب مقع على ذنبه يكلمني بكلام الإنس. فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب مني؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحرتين ، يحدث الناس بأنباء ما قد سبق. فساق الراعي شاءه فأتى المدينة فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثه بما قال الذئب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق الراعي، إن من أشراط الساعة كلام السباع الإنس، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم الرجل شراك نعله، وعذبة صوته، ويخبره بما صنع أهله.

التالي السابق


الخدمات العلمية