الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وروينا عن أبي [ ص: 167 ] بشر الدولابي: حدثني محمد بن حميد أبو قرة ، حدثنا سعيد بن عيسى بن تليد، حدثني المفضل بن فضالة ، عن أبي الطاهر عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمه عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أنه كان من بدء أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى في المنام رؤيا فشق ذلك عليه، فذكر ذلك لصاحبته خديجة بنت خويلد، فقالت له: أبشر فإن الله لا يصنع بك إلا خيرا، فذكر لها أنه رأى أن بطنه أخرج فطهر وغسل، ثم أعيد كما كان. قالت: هذا خير فأبشر. ثم استعلن به جبريل، فأجلسه على ما شاء الله أن يجلسه عليه وبشره برسالة ربه حتى اطمأن، ثم قال: اقرأ. قال: كيف أقرأ. قال:

( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) . ( خلق الإنسان من علق ) . ( اقرأ وربك الأكرم ) . فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالة ربه، واتبع الذي جاء به جبريل من عند الله، وانصرف إلى أهله، فلما دخل على خديجة قال: "أرأيتك الذي كنت أحدثك ورأيته في المنام فإنه جبريل استعلن" فأخبرها بالذي جاءه من الله عز جل وسمع. فقالت: أبشر فو الله لا يفعل الله بك إلا خيرا، فاقبل الذي أتاك الله، وأبشر فإنك رسول الله حقا.


التالي السابق


الخدمات العلمية