الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ورويناه من طريق ابن عائذ ، قال : أخبرني الوليد بن مسلم ، قال : حدثني عمر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر فذكر القصة ، وفيها : فأتيته بصحيفة فيها (طه) فقرأ فيها ما شاء الله . قال عمر : فلما بلغ : ( فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ) قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا [ ص: 220 ] عبده ورسوله . وفيها : قالوا يا رسول الله هذا عمر بن الخطاب يستفتح . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائذنوا له ، فإن يرد الله به خيرا يهده ، وإلا كفيتموه بإذن الله . قال محمد يعني ابن عائذ - وهذا وهم ، وإنما الذي قال : فإن يرد الله به خيرا يهده وإلا كفيتموه : حمزة .

وفي الخبر عن ابن عائذ ، قال عمر : فحدثني أبي محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر أن أباه زيد بن عبد الله بن عمر حدثه ، عن عبيد الله بن عمر ، قال : فبينا هو خائف على نفسه إذ جاءه العاص بن وائل عليه حلة وقميص مكفف بالحرير ، فقال : ما لك يا ابن الخطاب . قال : زعم قومك أنهم سيقتلونني إذا أسلمت . قال العاص : لا سبيل إليك ، فما عدا أن قالها العاص ، فأمنت عليه . قال عبد الله بن عمر : فخرج عمر ، والعاص فإذا الوادي قد سال بالناس . فقال لهم : أين تريدون ؟ قالوا : هذا الذي قد خالف دين قومه . قال : لا سبيل إليه فارجعوا فرجعوا . وذكر محمد بن عبد الله بن سنجر الحافظ فيما رأيته عنده بإسناده إلى شريح بن عبيد قال : قال عمر بن الخطاب : خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم ، فوجدته قد سبقني إلى المسجد ، فقمت خلفه ، فاستفتح سورة الحاقة ، فجعلت أتعجب من تأليف القرآن ، فقلت : هذا والله شاعر كما قالت قريش ، فقرأ ( إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ) قال : قلت : كاهن علم ما في نفسي ، فقرأ ( ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ) إلى آخر السورة . قال : فوقع الإسلام في قلبي كل موقع .

وقد ذكر غير هذا في خبر إسلام عمر رضي الله عنه أيضا ، فالله أعلم أي ذلك كان .

التالي السابق


الخدمات العلمية