الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقد روينا من طريق ابن شهاب ، عن أنس بن مالك قال : كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "فرج سقف بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ، ثم أطبقه ، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء . ." الحديث .

قال ابن شهاب : وأخبرني ابن حزم أن ابن عباس ، وأبا حبة الأنصاري يقولان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام" وفيه : "ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ ، وإذا ترابها المسك" .

[ ص: 248 ] وفي حديث مالك بن صعصعة : "فلما جاوزته - يعني موسى - بكى ، فنودي ما يبكيك ؟ قال : رب هذا غلام بعثته بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخل من أمتي" وفيه : "ثم رفع لي البيت المعمور . فقلت : يا جبريل ! ما هذا ؟ قال هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا إليه آخر ما عليهم" .

وفي حديث أبي هريرة : "وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء ، فحانت الصلاة فأممتهم ، فقال قائل : يا محمد : هذا مالك خازن النار فسلم عليه ، فالتفت ، فبدأني بالسلام" .

وكلها في الصحيح ، وحديث ثابت ، عن أنس أحسنها مساقا .

التالي السابق


الخدمات العلمية