الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الحارثي ، ويحيى بن أحمد الجزامي في آخرين ، قالوا : أخبرنا أبو عبد الله بن المعالي ، أخبرنا أبو محمد السعدي ، قال : أخبرنا علي بن الحسين المصري ، أخبرنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن جعفر العطار قراءة عليه وأنا أسمع ، حدثنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن رزيق بن جامع المديني سنة سبع وتسعين ومائتين ، حدثنا أبو الحسين سفيان بن بشر الأسدي الكوفي ، حدثنا علي بن هاشم بن البريد ، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جده أبي رافع ، قال : صلى النبي صلى الله عليه وسلم أول يوم الاثنين ، وصلت خديجة رضي الله عنها آخر يوم الاثنين ، وصلى علي يوم الثلاثاء من الغد . . . الحديث .

ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، واسم أبي طالب ، عبد مناف بن عبد المطلب [ ص: 180 ] بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ، وكان علي أصغر من جعفر بعشر سنين ، وجعفر أصغر من عقيل بعشر سنين ، وعقيل أصغر من طالب بعشر سنين .

قال أبو عمر : وروي عن سلمان ، وأبي ذر ، والمقداد ، وخباب ، وجابر ، وأبي سعيد الخدري ، وزيد بن أرقم : أن علي بن أبي طالب أول من أسلم . وكذلك قال ابن إسحاق ، وهو قول ابن شهاب إلا أنه قال : من الرجال بعد خديجة ، وهو قول الجميع في خديجة . وأسلم أخواه جعفر ، وعقيل بعد ذلك ، وكان يومئذ ابن ثمان سنين ، وقيل : عشرة ، وقيل : اثنتي عشرة ، وقيل خمس عشرة .

قال ابن إسحاق : وكان مما أنعم الله عليه أن كان في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام ، وذلك أن قريشا أصابتهم أزمة شديدة ، وكان أبو طالب ذا عيال كثيرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس عمه ، وكان من أيسر بني هاشم ، يا عباس ! إن أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة ، فانطلق بنا إليه فلنخفف من عياله ، آخذ من بنيه رجلا وتأخذ أنت رجلا فنكفهما عنه ، قال العباس : نعم . فانطلقا حتى أتيا أبا طالب ، فقالا : إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه ، وقال لهما أبو طالب : إذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما . ويقال : عقيلا ، وطالبا . فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا فضمه إليه ، وأخذ العباس ، جعفرا فضمه إليه ، فلم يزل علي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله نبيا ، فاتبعه علي وآمن به وصدقه ، ولم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية