الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وروينا من طريق الدولابي ، عن محمد بن عايذ ، حدثنا محمد بن شعيب ، عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه عطاء بن أبي مسلم ، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: بعث الله عز وجل محمدا على رأس خمسين سنة من بنيان الكعبة، وكان أول شيء أراه إياه من النبوة رؤيا في النوم، فذكر نحو ما تقدم، وفي آخره: فلما قضي إليه الذي أمر به، انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم منقلبا إلى أهله لا يأتي على حجر ولا شجر إلا سلم عليه: سلام عليك يا رسول الله. فرجع إلى بيته وهو موقن قد فاز فوزا عظيما - الحديث.

وروينا من طريق مسلم ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا يحيى بن أبي بكير، [ ص: 168 ] عن إبراهيم بن طهمان، قال: حدثني سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن".

وفي رواية يونس ، عن ابن إسحاق بسنده إلى أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل; أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة: إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء، وقد خشيت والله أن يكون لهذا أمر. قالت: معاذ الله، ما كان الله ليفعل ذلك بك، فوالله إنك لتؤدي الأمانة، وتصل الرحم، وتصدق الحديث. فلما دخل أبو بكر وليس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم، ذكرت خديجة له، فقالت: يا عتيق اذهب مع محمد إلى ورقة، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ أبو بكر بيده وقال: انطلق بنا إلى ورقة، فقال: ومن أخبرك؟ قال: خديجة. فانطلقا إليه، فقصا عليه، فقال: إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي: يا محمد يا محمد، فأنطلق هاربا في الأرض، فقال له: لا تفعل، إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول لك ثم ائتني، فأخبرني، فلما خلا ناداه: يا محمد يا محمد، قل ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، ( الحمد لله رب العالمين ) . حتى بلغ ( ولا الضالين ) . قل: لا إله إلا الله. فأتى ورقة فذكر له ذلك. فقال له ورقة: أبشر فأنا أشهد أنك الذي بشر به ابن مريم وإنك على مثل ناموس موسى، وأنك نبي مرسل، وأنك ستؤمر بالجهاد بعد يومك هذا، ولئن أدركني ذلك لأجاهدن معك. فلما توفي ورقة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيت القس في الجنة وعليه ثياب الحرير; لأنه آمن بي وصدقني" - يعني ورقة - .

التالي السابق


الخدمات العلمية