الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( فصل وألفاظ القذف تنقسم إلى صريح وكناية . فالصريح قوله : يا زاني ، يا عاهر ) . هذا المذهب . وعليه الأصحاب . ولا يقبل قوله : أردت يا زاني العين . ولا يا عاهر اليد . وقال في التبصرة : لم يقبل مع سبقه ما يدل على قذف صريح ، وإلا قبل . قوله ( وإن قال : يا لوطي ، أو يا معفوج : فهو صريح ) . إذا قال له " يا لوطي " فهو صريح على الصحيح من المذهب ، نص عليه في رواية الجماعة . وعليه جماهير الأصحاب . قال في الفروع : نقله واختاره الأكثر . قال الزركشي : عليه عامة الأصحاب . وجزم به في الوجيز ، وغيره ، وقدمه في الفروع ، وغيره ، وصححه المصنف ، وغيره . وعنه : صريح مع الغضب ونحوه ، دون غيره . وقال الخرقي : إذا قال " أردت أنك من قوم لوط " فلا حد عليه . قال المصنف : وهو بعيد . [ ص: 211 ] قال في الهداية : إذا قال " أردت أنك من قوم لوط " هذا لا يعرف . انتهى وكذا لو قال " نويت أن دينه دين قوم لوط " وهو رواية عن الإمام أحمد رحمه الله . وإذا قال " يا معفوج " فهو صريح أيضا على الصحيح من المذهب . وعليه الأصحاب . قال الإمام أحمد رحمه الله : يحد به ، وجزم به في الهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والخلاصة ، والوجيز ، وغيرهم ، وقدمه في الفروع ، وغيره . وقيل : إنه كناية . ويحتمل كلام الخرقي . وعليه جرى المصنف ، والمجد . قوله ( وإن قال : أردت أنك تعمل عمل قوم لوط غير إتيان الرجال : احتمل وجهين ) . بناء على الروايتين المنصوصتين المتقدمتين قبل ذلك . فإن قلنا : هو هناك صريح : لم يقبل قوله في تفسيره هنا ، وإلا قبل . وهذه طريقة المصنف ، والشارح . وقيل : الوجهان على غير قول الخرقي أما على قول الخرقي : فيقبل منه بطريق أولى . قال الزركشي : هذا هو التحقيق ، تبعا لأبي البركات يعني المجد في المحرر .

فائدة : ومن الألفاظ الصريحة : قوله " يا منيوك أو يا منيوكة " . لكن لو فسر قوله " يا منيوكة " بفعل الزوج : لم يكن قذفا . ذكره في التبصرة ، والرعايتين . [ ص: 212 ] واقتصر عليه في الفروع . قلت : لو قيل : إنه قذف بقرينة غضب وخصومة ونحوهما : لكان متجها .

التالي السابق


الخدمات العلمية