الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( وتحصل ذكاة الجنين بذكاة أمه إذا خرج ميتا ، أو متحركا كحركة المذبوح ، وسواء أشعر أو لم يشعر ) . هذا المذهب . وعليه جماهير الأصحاب ، وجزم به في الهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والمستوعب ، والخلاصة والهادي ، والكافي ، والمغني ، والمحرر ، والشرح ، والنظم ، والوجيز ، وتذكرة ابن عبدوس ، والمنور ، ومنتخب الأدمي ، وغيرهم ، وقدمه في الفروع ، وغيره . [ ص: 403 ] وقال ابن عقيل في الواضح : في القياس ما قاله أبو حنيفة رحمه الله " لا يحل جنين بتذكية أمه " أشبه ; لأن الأصل الحظر . وقال في فنونه : لا يحكم بذكاته إلا بعد الانفصال . ذكره في القاعدة الرابعة والثمانين . ونقل الميموني : إن خرج حيا فلا بد من ذبحه . وعنه : يحل بموته قريبا . تنبيه : حيث قلنا يحل : فيستحب ذبحه . قاله الإمام أحمد رحمه الله وعنه : لا بأس . قوله ( وإن كان فيه حياة مستقرة : لم يبح إلا بذبحه ) . وهذا المذهب ، أشعر أو لم يشعر . وهو ظاهر ما جزم به في الهداية ، والمذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، وغيرهم وقدمه في الرعايتين ، والحاويين ، والفروع . وقيل : هو كالمنخنقة ، اختاره ابن عبدوس في تذكرته ، وجزم به في الوجيز ، وقدمه في المحرر ، والنظم ، والزركشي . وعنه : إن مات قريبا : حل . وتقدم كلام ابن عقيل في واضحه وفنونه فائدة : لو كان الجنين محرما مثل الذي لم يؤكل أبوه : لم يقدح في ذكاة الأم . ولو وجئ بطن أمه فأصاب مذبح الجنين : تذكى والأم ميتة . ذكره الأصحاب . [ ص: 404 ] نقله عنهم في الانتصار .

التالي السابق


الخدمات العلمية