الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( الثالث : استواؤهما في الصحة والكمال . فلا يؤخذ لسان ناطق بأخرس ) . هذا المذهب . وعليه جماهير الأصحاب ، وقطع به كثير منهم . [ ص: 22 ] منهم : صاحب الهداية ، والمذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والمغني ، والمحرر ، والشرح ، وغيرهم . قال المصنف ، والشارح : لا نعلم فيه خلافا ، إلا عن داود بن علي ، وقدمه في الفروع . وقال في الترغيب : في لسان الناطق بأخرس وجهان .

قوله ( ولا ذكر فحل بذكر خصي ولا عنين ) . وهو المذهب فيهما ، اختاره الشريف أبو جعفر وغيره . قال الزركشي : واختارها أبو بكر ، والشريف ، وأبو الخطاب في خلافيهما ، والشيرازي ، وغيرهم ، وصححه المصنف ، والشارح ، وغيرهما ، وجزم به في الوجيز ، والمنور ، ومنتخب الأدمي ، وغيرهم ، وقدمه ، في الفروع ، وغيره . ويحتمل أن يؤخذ بهما . وهو رواية عن الإمام أحمد رحمه الله ، واختارها أبو بكر . وهو مقتضى كلام الخرقي . وأطلقهما في الهداية ، والمذهب ، والرعايتين . وعنه : يؤخذ ذكر الفحل بذكر العنين خاصة ، اختاره ابن حامد . وأطلقهن في المحرر ، والحاوي الصغير . قال القاضي وتبعه في الخلاصة : ولا يؤخذ ذكر الفحل بالخصي . وفي ذكر العنين وجهان . قال القاضي في الجامع وتبعه في الهداية وأصل الوجهين : هل في ذكر الخصي والعنين دية كاملة ، أو حكومة ؟ على روايتين . قوله ( إلا مارن الأشم الصحيح يؤخذ بمارن الأخشم [ ص: 23 ] والمجذوم ، والمستحشف ، وأذن السميع بأذن الأصم الشلاء في أحد الوجهين ) . وأطلقهما في الهداية ، والمذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والمحرر ، والفروع ، والرعايتين ، والحاوي الصغير . وأطلق في المغني ، والكافي ، والهادي ، والشرح ، في أخذ الصحيح بالمستحشف الوجهين .

أحدهما : يؤخذ . وهو المذهب . صححه في التصحيح ، وجزم به في الوجيز ، وجزم في المغني والكافي ، والشرح . وهو مقتضى كلام الخرقي ، واختار القاضي : أخذ الأذن الصحيحة والأنف الأشم بالأنف الأخشم وبالأذن الأصم ، واختار القاضي ، والمصنف : عدم أخذ الأذن الصحيحة والأنف الصحيحة بالأنف والأذن المخزومتين ، واختار القاضي أخذ الأذن الصحيحة بالأذن الشلاء والوجه الثاني : لا يؤخذ به في الجميع . قال الأدمي في منتخبه : لا يؤخذ عضو صحيح بأشل . قال في المحرر ، وقال القاضي : يؤخذ في الجميع إلا في المخزوم خاصة .

تنبيه : ذكر المصنف أخذ أذن السميع بأذن الأصم الشلاء على أحد الوجهين ولم أر الأصحاب ذكروا إلا الصمم منفردا ، والشلل كذلك من غير جمع . فلعله سقط من هنا واو . [ ص: 24 ] ويكون تقديره : بأذن الأصم والشلاء ، موافقة لكلام الأصحاب مع أنه لا يمتنع وجود الخلاف في صورة المصنف . والله أعلم قوله ( ويؤخذ المعيب من ذلك ) كله ( بالصحيح ، وبمثله إذا أمن من قطع الشلاء التلف ) بلا نزاع .

التالي السابق


الخدمات العلمية