الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( وإن استعانوا بأهل الذمة ، فأعانوهم : انتقض عهدهم . إلا أن يدعوا أنهم ظنوا أنه يجب عليهم معونة من استعان بهم من المسلمين ، ونحو ذلك : فلا ينتقض عهدهم ) . إذا قاتل أهل الذمة مع البغاة ، فلا يخلو : إما أن يدعوا شبهة أو لا . فإن لم يدعوا شبهة كما ذكره المصنف وغيره انتقض عهدهم على الصحيح من المذهب . وعليه جماهير الأصحاب ، وجزم به في الهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والمستوعب ، والخلاصة [ ص: 320 ] والهادي ، والبلغة ، والمحرر ، والرعاية الصغرى ، والحاوي الصغير ، وغيرهم . وقدمه في الرعاية الكبرى ، والفروع . وقيل : لا ينتقض . فعلى المذهب : يصيرون كأهل الحرب . وعلى الثاني : يكون حكمهم حكم البغاة . وعلى الثاني أيضا : في أهل عدل وجهان . قال في الفروع ، وقيل : لا ينتقض عهدهم . ففي أهل عدل وجهان . انتهى . قلت : الذي يظهر أن العكس أولى . وهو أنهم إذا قاتلوا مع البغاة وقلنا : ينتقض عهدهم فهل ينتقض عهدهم إذا قاتلوا مع أهل العدل ؟ هذا ما يظهر . وإن ادعوا شبهة كظنهم وجوبه عليهم ونحوه : لم ينتقض عهدهم على الصحيح من المذهب . وعليه الأصحاب ، وقطع به كثير منهم . وقال في الترغيب : في نقض عهدهم وجهان . قوله ( ويغرمون ما أتلفوه من نفس ومال ) . يعني : أهل الذمة إذا قاتلوا . وهذا المذهب . وعليه جماهير الأصحاب ، وقطع به أكثرهم . منهم : صاحب الهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والمغني ، والشرح ، والمحرر ، والنظم ، والرعاية الصغرى ، والحاوي الصغير ، والوجيز ، وغيرهم . وقال في الفروع : ويضمنون ما أتلفوه في الأصح ، وقدمه في الرعاية الكبرى . وقيل : لا يضمنون . وقال في الرعاية الكبرى ، قلت : وإن انتقض عهدهم : فلا يضمن .

التالي السابق


الخدمات العلمية