الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
603 - " إذا دعا العبد بدعوة؛ فلم تستجب له؛ كتب له حسنة " ؛ (خط)؛ عن هلال بن يساف؛ مرسلا؛ (ض).

التالي السابق


(إذا دعا العبد) ؛ أي: المسلم؛ إذ هو الذي يكتب له حسنة؛ (بدعوة) ؛ الباء للتأكيد؛ (فلم يستجب له) ؛ أي: لم يعط عين مطلوبه؛ وإلا فالإجابة واقعة بوعده (تعالى) بقوله: ادعوني أستجب لكم ؛ لكنها تارة تكون في الدنيا؛ وتارة في الآخرة؛ وتارة يحصل التعويض بأنفع؛ كما يأتي في حديث؛ فإذا اقتضت مصلحة عدم إجابته في عين المسؤول؛ (كتبت له حسنة) ؛ أي: أمر الله كاتب اليمين أن يكتب له بها بحسنة عظيمة مضاعفة؛ كما يفيده التنكير؛ فالمكتوب عشر حسنات؛ لقوله في الحديث الآتي: " إذا هم العبد بحسنة؛ كتبت له حسنة؛ فإن عملها؛ كتبت له عشرا" ؛ وذلك لرضاه بمراده (تعالى) فيه؛ وذلك لأن الدعاء عبادة؛ بل هو مخها؛ كما يأتي في خبر؛ وقد قال (تعالى): إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا

(تنبيه) : قال في الحكم: لا يكن تأخر أمد العطاء مع الإلحاح في الدعاء موجبا ليأسك؛ فهو ضمن لك الإجابة فيما يختار لك؛ لا فيما تختار لنفسك؛ وفي الوقت الذي يريد؛ لا في الوقت الذي تريد؛ ولا يشكك في الوعد عدم وقوع الموعود؛ وإن تعين زمنه؛ لئلا يكون ذلك قدحا في بصيرتك؛ وإخمادا لنور سريرتك؛ أهـ؛ ويكفي العبد عوضا من إجابته ما أقيم فيه من المناجاة؛ وإظهار الافتقار والانكسار؛ وقد يمنع العبد الإجابة؛ لرفعة مقامه عند الله؛ وقد يجاب؛ كراهة لسماع صوته؛ كما جاء في الحديث؛ فليحذر الداعي أن يكون حال دعائه ممن قضيت حاجته لكراهة الله له؛ لا لمحبته.

(خط)؛ في ترجمة عمرو بن أيوب العابد؛ (عن هلال بن يساف) ؛ بفتح التحتية؛ وبمهملة خفيفة؛ الأشجعي؛ مولاهم الكوفي؛ (مرسلا) ؛ أرسل عن عائشة ؛ وغيرها؛ قال في الكشاف: ثقة.



الخدمات العلمية