الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
693 - " إذا سمعتم الرعد؛ فاذكروا الله؛ فإنه لا يصيب ذاكرا " ؛ (طب)؛ عن ابن عباس ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا سمعتم الرعد) ؛ أي: الصوت الذي يسمع من السحاب؛ قال القاضي؛ كالزمخشري : من " الارتعاد" ؛ قال التفتازاني: أي أن " الرعد" ؛ من " الارتعاد" ؛ كما أن " البرق" ؛ من " البريق" ؛ ولو قال: من " الرعدة" ؛ كان أنسب؛ وقال الطيبي: لم يرد أن أصله منه؛ لأن أصله من " الرعدة" ؛ بل أراد أن فيه معنى الاضطراب والحركة؛ (فاذكروا الله) ؛ بأن تقولوا: " سبحان من يسبح الرعد بحمده" ؛ أو نحو ذلك من المأثور؛ أو ما في معناه؛ (فإنه) ؛ أي: الرعد؛ يعني: ما ينشأ عنه من المخاوف؛ (لا يصيب) ؛ يعني: لا يضر؛ (ذاكرا) ؛ لله؛ فإن ذكره حصن حصين مما يخاف ويحذر؛ بحيث لا يبالي معه بسطوة مخلوق؛ ومن أشرقت أنوار الذكر على قلبه؛ هابه كل مخلوق؛ وخضع له كل مهول؛ ولو أراد قود الجبال - فضلا عن الرعد - لانقادت له؛ قال القاضي؛ كالزمخشري : والمشهور أن سببه - أي: الرعد - اضطراب أجرام السحاب واصطكاكها؛ كما إذا جذبتها الريح؛ فتصوت عند ذلك؛ وفي القاموس: " الرعد" : صوت السحاب؛ أو الملك الذي يسوقه.

(طب؛ عن ابن عباس ) ؛ قال ابن حجر: فيه ضعف؛ وقال الهيتمي: فيه يحيى بن كثير؛ أبو النصر؛ وهو ضعيف.



الخدمات العلمية