الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
702 - " إذا سمعتم المؤذن؛ فقولوا مثل ما يقول؛ ثم صلوا علي؛ فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا؛ ثم سلوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة؛ لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله؛ وأرجو أن أكون أنا هو؛ فمن سأل لي الوسيلة؛ حلت عليه الشفاعة " ؛ (حم م 3)؛ عن ابن عمرو ؛ (صح).

التالي السابق


(إذا سمعتم المؤذن) ؛ أي: أذانه؛ بأن فسرتم اللفظ؛ فلو رآه على المنارة في الوقت؛ أو سمع صوتا؛ وعلم أنه يؤذن؛ لكن لم يسمع ألفاظه؛ لنحو بعد؛ أو صمم؛ لم تشرع الإجابة؛ كما مر؛ (فقولوا) ؛ ندبا؛ (مثل ما يقول) ؛ أي: شبهه؛ في مجرد القول؛ لا الصفة؛ كما مر؛ (ثم) ؛ بعد فراغ الإجابة؛ (صلوا علي) ؛ ندبا؛ وصرفه عن الوجوب الإجماع على عدمه خارج الصلاة؛ والعطف على ما ليس بواجب ليس بواجب؛ على الصحيح؛ ودلالة الاقتراب على مقابله؛ (فإنه) ؛ أي: الشأن؛ (من صلى علي صلاة) ؛ أي: مرة؛ بقرينة المقام؛ مع ما ورد مصرحا به؛ (صلى الله عليه بها) ؛ أي: بالصلاة؛ (عشرا) ؛ رتبها على الأولى؛ لأنها من أعظم الحسنات؛ و من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ؛ وروى أحمد عن ابن عمر ؛ موقوفا: " من صلى علي واحدة؛ صلى الله عليه وملائكته سبعين" ؛ وهذا في حكم الرفع؛ ولعله أخبر؛ أولا بالقليل؛ ثم زيد؛ فأخبر به؛ (ثم سلوا الله لي الوسيلة) ؛ مر معناها لغة؛ لكنه فسرها بقوله: (فإنها منزلة في الجنة) ؛ سميت به لأن الواصل إليها يكون قريبا من الله؛ (لا ينبغي) ؛ أي: لا يليق إعطاؤها؛ (إلا لعبد) ؛ أي: عظيم؛ كما يفيده التنكير؛ (من عباد الله؛ وأرجو) ؛ أي: أؤمل؛ (أن أكون أنا هو) ؛ أي: أنا ذلك العبد؛ وذكره على طريق الترجي تأدبا؛ وتشريعا؛ لأنه إذا كان أفضل الأنام؛ فلمن يكون ذلك المقام؟! قال الطيبي: قيل: إن " هو" ؛ خبر " كان" ؛ وضع بدل " إياه" ؛ ويحتمل ألا يكون " أنا" ؛ للتأكيد؛ بل مبتدأ؛ و" هو" ؛ خبر؛ والجملة خبر " أكون" ؛ ويمكن أن هذا الضمير وضع موضع اسم الإشارة؛ أي: " أن أكون أنا ذلك العبد" ؛ (فمن سأل) ؛ الله؛ (لي) ؛ من أمتي؛ (الوسيلة) ؛ أي: طلبها لي؛ (حلت عليه الشفاعة) ؛ أي: وجبت وجوبا واقعا عليه؛ أو نالته؛ ونزلت به؛ سواء كان صالحا؛ أو طالحا؛ فالشفاعة تكون لزيادة الثواب؛ وإسقاط العقاب؛ ففيه حجة على المعتزلة؛ حيث خصوها بالصالح؛ لزيادة الثواب؛ وفي الإتحاف: قوله: " حلت عليه الشفاعة" ؛ أي: غشيته؛ وجللته؛ وليس المراد أنها كانت حراما ثم حلت له.

(حم م 3؛ عن ابن عمرو ) ؛ ابن العاص.



الخدمات العلمية