الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
742 - " إذا طلب أحدكم من أخيه حاجة؛ فلا يبدأه بالمدحة؛ فيقطع ظهره " ؛ ابن لال ؛ في مكارم الأخلاق؛ عن ابن مسعود ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا طلب أحدكم من أخيه) ؛ في النسب؛ أو الدين؛ (حاجة) ؛ أي: أرادها؛ وطلبها منه؛ سواء كانت له؛ أو لغيره؛ (فلا يبدأه) ؛ في أول سؤاله له؛ (بالمدحة) ؛ أي: الثناء عليه بما فيه من الصفات الجميلة؛ (فيقطع) ؛ بنصبه؛ جواب النهي؛ (ظهره) ؛ قال في المطامح: هذه إشارة إلى كراهة المدح؛ لأن الممدوح قد يغتر بذلك؛ ويعجب به؛ فيسقط من عين الله؛ أهـ؛ ولا يخفى بعده من السياق؛ والأقرب أن المراد أنك إن بدأته بالمدح؛ استحيا منك؛ فيتحمل الضرورة ويعطيك ما طلبت؛ متجشما للمشقة؛ كأنه مقطوع الظهر؛ فيكون المأخوذ حراما؛ ولذلك صرح الغزالي بأن المأخوذ بالمحاباة حرام؛ ويظهر أن المسؤول لو كان من المتقين؛ بحيث لا يغيره المدح؛ ولا يستحي من الرد؛ لكونه من أولي الإعطاء؛ أنه لا يكره أن يبدأه بالمدح؛ لا من المحذور.

( ابن لال ؛ في) ؛ كتاب فضل (مكارم الأخلاق؛ عن ابن مسعود ) ؛ وفيه محمد بن عيسى؛ ابن حبان ضعفه؛ والدارقطني ؛ وقال الحاكم : متروك؛ عن يونس بن أبي إسحاق ؛ ضعفه أحمد ويحيى ؛ ورواه عنه أيضا البيهقي بزيادة؛ ولفظه: " إن من البيان سحرا؛ فإذا طلب أحدكم من أخيه حاجة؛ فلا يبدأه بالمدح؛ فيقطع ظهره" .



الخدمات العلمية