الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
759 - " إذا عطس أحدكم؛ فليشمته جليسه؛ فإن زاد على ثلاث؛ فهو مزكوم؛ ولا يشمت بعد ثلاث " ؛ (د)؛ عن أبي هريرة ؛ (ح).

التالي السابق


(إذا عطس أحدكم؛ فليشمته جليسه) ؛ أي: الجالس معه؛ ولو أجنبيا؛ (فإن زاد) ؛ العاطس؛ (على ثلاث) ؛ من العطسات؛ (فهو مزكوم) ؛ أي: به داء الزكام؛ وهو مرض معروف؛ (ولا يشمت بعد ثلاث) ؛ أي: لا يدعى له بالدعاء المشروع للعاطس؛ بل بدعاء يناسبه من جنس دعاء المسلم للمسلم؛ بنحو شفاء وعافية؛ فمن فهم النهي عن مطلق الدعاء؛ فقد وهم؛ ولذلك قال ابن القيم: في قوله: " فهو مزكوم" ؛ تنبيه على الدعاء له بالعافية؛ لأن الزكمة علة؛ وأشار إلى الحث على تدارك هذه العلة؛ ولا يهملها؛ فيعظم أمرها؛ وكلام المصطفى - صلى الله عليه وسلم - كله حكمة ورحمة.

(تتمة): روى البخاري في الأدب المفرد؛ عن علي: " من قال عند عطسة سمعها: الحمد لله رب العالمين على كل حال ما كان؛ لم يجد وجع الضرس؛ ولا الأذن أبدا" .

قال ابن حجر: هو موقوف؛ رجاله ثقات؛ ومثله لا يقال من قبل الرأي؛ فله حكم الرفع؛ وأخرجه الطبراني عن علي مرفوعا: " من بادر العاطس بالحمد؛ عوفي من وجع الخاصرة؛ ولم يشك ضرسه أبدا" ؛ وسنده ضعيف.

(د؛ عن أبي هريرة ) ؛ رمز لحسنه؛ كذا عزاه المصنف لأبي داود؛ فيما وقفت عليه من النسخ؛ وقد عزاه في الأذكار لابن السني؛ وقال: فيه رجل لم أتحقق حاله؛ وباقي إسناده غير صحيح؛ وعزاه ابن حجر لأبي يعلى؛ وقال: فيه سليمان الحراني ؛ ضعيف؛ ولم يتعرض إلى تخرجه لأبي داود.



الخدمات العلمية