الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
(6) " إذا كان يوم القيامة؛ نادى مناد من بطنان العرش: ليقم من أجره على الله؛ فلا يقوم إلا من عفا عن ذنب أخيه " ؛ (خط)؛ عن ابن عباس .

التالي السابق


(إذا كان يوم القيامة؛ نادى مناد من بطنان العرش: ليقم من أجره على الله؛ فلا يقوم إلا من عفا عن ذنب أخيه) ؛ أي: في الدين؛ وإن لم يكن لأمه أو أبيه؛ والقصد بذلك: التنبيه على فضل العفو؛ وعظم منزلة العافين عن الناس؛ والله يتولى إثابتهم؛ إكراما لهم؛ وفيه عدم وجوب العفو؛ لأنه تبرع؛ أثنى الله ورسوله عليه؛ والتبرع فضل؛ لا واجب؛ ذكره الغزالي: قال: وفيه رد على من قال من السلف: الأولى عدم العفو؛ وقول سعيد بن المسيب : " لا أحلل ممن ظلمني" ؛ وابن سيرين : " لا أحرمها عليه - أي: الغيبة - فأحللها له؛ إن الله حرمها عليه؛ وما كنت لأحلل ما حرم الله" ؛ محمول على العفو قبل الوجوب؛ فإذا عفا عن الغيبة مثلا قبل وقوعها؛ فله المطالبة بها يوم القيامة؛ (خط؛ عن ابن عباس ) .



الخدمات العلمية