الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
896 - " إذا وقعت في ورطة؛ فقل: بسم الله الرحمن الرحيم؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؛ فإن الله (تعالى) يصرف بها ما شاء من أنواع البلاء " ؛ ابن السني ؛ في عمل اليوم والليلة؛ عن علي؛ (ض).

التالي السابق


(إذا وقعت في ورطة) ؛ أي: بلية؛ يعسر الخروج منها؛ وأصل " الورطة" : الهلاك؛ ثم استعمل في كل شدة؛ وأمر شاق؛ أي: إذا وقعت في شدة؛ وأردت الخلاص منها؛ (فقل) ؛ عند ذلك؛ ندبا؛ (بسم الله الرحمن الرحيم) ؛ أستعين على التخلص من ذلك؛ (ولا حول ولا قوة إلا بالله) ؛ قال الأكمل: " الحول" : الحركة؛ أي: لا حركة؛ ولا استطاعة؛ إلا بمشيئة الله؛ وقيل: معناه: لا حول في دفع الشر؛ ولا استطاعة في جلب الخير؛ إلا بالله.

ويعبر أهل اللغة عن هذه الكلمة بالحوقلة؛ والحولقة؛ (العلي) ؛ الذي لا رتبة إلا وهي منحطة عن رتبته؛ (العظيم) ؛ عظمة تتقاصر عنها الأفهام؛ لما غلب عليها من الأوهام؛ قال الحراني : ونظم الاسمين هكذا دال على أنه أريد بالعظم علو الرتبة؛ وبعد المنازل عن إدراك العقول؛ (فإن الله (تعالى) يصرف بها ما شاء من أنواع البلاء) ؛ إن تلفظ بها بصدق؛ وقوة إيقان بما أخبر به الشارع؛ من المضار؛ والمنافع؛ ( ابن السني ؛ في عمل يوم وليلة؛ عن علي) ؛ قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا علي؛ ألا أعلمك كلمات إذا وقعت في ورطة قلتها؟" ؛ قلت: " بلى؛ جعلني الله فداءك؛..." ؛ فذكره.



الخدمات العلمية