الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
911 - " أربى الربا تفضيل المرء على أخيه بالشتم " ؛ ابن أبي الدنيا ؛ في الصمت؛ عن أبي نجيح؛ مرسلا؛ (ض).

التالي السابق


(أربى الربا) ؛ أي: أزيده إثما؛ وأقبحه جرما؛ (تفضيل المرء) ؛ أي: زيادته؛ (على أخيه) ؛ في الإسلام؛ (بالشتم) ؛ أي: السب والذم؛ قال الطيبي: أدخل العرض في جنس المال؛ على سبيل المبالغة؛ وجعل الربا نوعين: متعارفا؛ وغير متعارف؛ وهو - أي: غير المتعارف -: استطالة الرجل اللسان في عرض صاحبه بأكثر مما يستحقه؛ ثم فضل أحد النوعين على الآخر؛ ولما بين العرض؛ والمال من المناسبة؛ وقال الغزالي: إن ذلك من الكبائر؛ وأخرج البيهقي عن ابن مسعود أنه جاء رجل يشكو جاره؛ فقال: " إنك إن سببت الناس سبوك؛ وإن نافرتهم نافروك؛ وإن تركتهم تركوك" ؛ وعن سليم بن زياد : مكتوب في التوراة: " من لم يسالم الناس؛ لم يسلم؛ ومن شتم الناس شتم؛ ومن طلب الفضل من غير أهله ندم" ؛ وقال كسرى لوزيره: ما الكرم؟ قال: التغافل عن الزلل؛ قال: فما اللوم؟ قال: الاستقصاء على الضعيف؛ والتجاوز عن الشديد؛ قال: فما الحياء؟ قال: الكف عن الخنا.

( ابن أبي الدنيا ) ؛ واسمه يحيى؛ (في) ؛ كتاب: فضل (الصمت؛ عن أبي نجيح؛ مرسلا) ؛ ورواه بمعناه مسند الطبراني عن يوسف بن عبد الله بن سلام يرفعه بلفظ: " أربى الربا استطالة أحدكم في عرض أخيه المسلم" ؛ قال الهيتمي: وفيه محمد بن موسى الآملي؛ عن عمر بن يحيى؛ ولم أعرفهما؛ وبقية رجاله ثقات؛ ورواه أيضا أبو يعلى عن عائشة مرفوعا بلفظ: " أربى الربا عند الله؛ استحلال عرض امرئ مسلم " ؛ ثم قرأ: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا ؛ قال الهيتمي: ورجاله رجال الصحيح.



الخدمات العلمية