الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
922 - " أربع لا يشبعن من أربع: عين من نظر؛ وأرض من مطر؛ وأنثى من ذكر؛ وعالم من علم " ؛ (حل)؛ عن أبي هريرة ؛ (عد خط) ؛ عن عائشة ؛ (ض).

التالي السابق


( أربع لا يشبعن من أربع: عين من نظر) ؛ إلى ما يستحسن؛ ويستلذ به الطبع؛ (وأرض من مطر) ؛ فكل مطر وقع عليها شربته؛ وطلبت غيره؛ (وأنثى من ذكر) ؛ فإنها فضلت على الرجل في قوة شبقها؛ بأضعاف؛ لكن الله ألقى عليها الحياء؛ ولم يقل: " امرأة من رجل" ؛ إشارة إلى شمول الحيوانات؛ وهذا حكم على النوع؛ لا على كل فرد؛ فرد؛ فقد يختلف في بعضهن؛ لكن نادر جدا؛ (وعالم من علم) ؛ فإنه إذا ذاق أسراره؛ وخاض بحاره؛ وفهم معناه؛ وفقه مغزاه؛ صار عنده أعظم اللذات؛ وأشرف الأمنيات؛ فدأب ليله ونهاره يرعى - وإن وقف ذهنه - الأنجم السيارة؛ وعبر بـ " عالم" ؛ دون " إنسان" ؛ أو " رجل" ؛ لأن العلم صعب على المبتدئ؛ فلا يلتذ به؛ ولا يرغب في الزيادة منه.

(عد خط) ؛ كلاهما من طريق عباس بن الوليد الخلال؛ عن عبد السلام بن عبد القدوس؛ عن هشام ؛ عن أبيه؛ (عن عائشة ) ؛ وقال ابن عدي : حديث منكر؛ وعباس يروي العجائب؛ وعبد السلام يروي الموضوعات؛ وقال ابن طاهر: رواه عن هشام بن حسين بن علوان؛ وكان يضع الحديث؛ ولعل عبد السلام سرقه منه؛ انتهى؛ وقال في الميزان: الحسين بن علوان قال يحيى: كذاب؛ والدارقطني : متروك الحديث؛ وابن حبان : كان يضع الحديث على هشام وغيره وضعا؛ لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب؛ ثم ساق له هذا الحديث؛ وقال - عقب قوله: " وعالم من علم" -: " وكذاب من كذب" ؛ ورواه من هذا الوجه الطبراني ؛ فتعقبه الهيتمي؛ وقال عبد السلام: لا يحتج به؛ وقد ذكره ابن الجوزي في الموضوعات.



الخدمات العلمية