الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
1122 - " أطيب الكسب؛ عمل الرجل بيده؛ وكل بيع مبرور " ؛ (حم طب ك)؛ عن رافع بن خديج ؛ (طب)؛ عن ابن عمر ؛ (صح).

التالي السابق


(أطيب الكسب) ؛ أي: أفضل طرق الاكتساب؛ قال ابن الأثير: " الكسب" : السعي في طلب الرزق والمعيشة؛ (عمل الرجل بيده) ؛ في صناعته وزراعته ونحو ذلك من الحرف الجائزة؛ غير الدنيئة؛ التي لا تليق به؛ وذكر اليد بعد العمل؛ من قبيل قولهم: " رأيت بعيني" ؛ و" أخذت بيدي" ؛ والمقصود منه تحقيق العمل؛ وتقريره؛ والتكسب بالعمل سنة الأنبياء؛ كان داود - عليه السلام - يعمل الزرد؛ فيبيعه بقوته؛ وكان زكريا نجارا؛ (وكل بيع مبرور) ؛ أي: مقبول عند الله؛ بأن يكون مثابا به؛ أو في الشرع؛ بألا يكون فاسدا؛ ولا غش فيه؛ ولا خيانة؛ لما فيه من إيصال النفع إلى الناس؛ بتهيئة ما يحتاجونه؛ ونبه بالبيع على بقية العقود المقصود بها التجارة؛ واعلم أن أصول المكاسب ثلاثة: زراعة؛ وصناعة؛ وتجارة؛ والحديث يقتضي تساوي الصناعة باليد؛ والتجارة؛ وفضل أبو حنيفة التجارة؛ ومال الماوردي إلى أن الزراعة أطيب الكل؛ والأصح - كما اختاره النووي - أن العمل باليد أفضل؛ قال: فإن كان زراعا بيده؛ فهو أطيب مطلقا؛ لجمعه بين هذه الفضيلة؛ وفضيلة الزراعة.

(حم ط) ؛ وكذا في الأوسط؛ (ك)؛ وكذا البزار ؛ (عن رافع بن خديج ) ؛ قيل: يا رسول الله؛ أي الكسب أطيب؟ فذكره؛ قال الهيتمي: فيه المسعودي ؛ وهو ثقة؛ لكنه اختلط في آخر عمره؛ وبقية رجال أحمد رجال الصحيح؛ انتهى؛ وقال ابن حجر: رجاله لا بأس بهم؛ (طب)؛ وكذا في الأوسط؛ (عن ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ قال الهيتمي: رجاله ثقات؛ انتهى؛ ومن ثم رمز المصنف لصحته.



الخدمات العلمية