الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
169 - " اجتمعوا على طعامكم؛ واذكروا اسم الله؛ يبارك لكم فيه " ؛ (حم د هـ حب ك) ؛ عن وحشي بن حرب؛ (صح).

التالي السابق


(اجتمعوا) ؛ بهمزة وصل مكسورة؛ خطاب لمن شكوا إليه أنهم يأكلون فلا يشبعون؛ (على طعامكم) ؛ ندبا؛ من " الاجتماع" ؛ ضد الافتراق؛ (واذكروا) ؛ حال شروعكم في الأكل؛ (اسم الله عليه) ؛ بأن تقولوا في أوله: " بسم الله" ؛ والأكمل إكمال البسملة؛ فإنكم إن فعلتم ذلك (يبارك) ؛ أي: الله؛ فهو مبني للفاعل؛ ويجوز للمفعول؛ (لكم فيه) ؛ فتشبعوا؛ فالاجتماع على الطعام؛ وتكثير الأيدي عليه؛ ولو من الأهل والخدم؛ مع التسمية؛ سبب للبركة؛ التي هي سبب للشبع؛ والخير؛ والتسمية على الأكل سنة كفاية؛ والأكمل أن يسمي كل واحد منهم؛ فإن ترك التسمية أوله عمدا؛ أو سهوا؛ تداركها في أثنائه؛ كما يأتي في خبر.

(حم د هـ) ؛ في الأطعمة؛ (حب ك) ؛ وكذا الطبراني ؛ والبيهقي ؛ في الجهاد؛ كلهم (عن وحشي) ؛ بفتح الواو؛ وسكون المهملة؛ وكسر المعجمة؛ (ابن حرب) - ضد الصلح -؛ الحبشي؛ مولى جبير بن مطعم ؛ أو طعيمة بن عدي ؛ وهو قاتل حمزة ؛ عم النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ثم قتل مسيلمة الكذاب؛ وقال: قتلت خير الناس؛ وشر الناس؛ فهذه بهذه؛ قال رجل: يا رسول الله؛ إنا نأكل ولا نشبع؛ قال: " فلعلكم تفترقون على طعامكم؛ اجتمعوا..." ؛ إلى آخره؛ لم يرمز المؤلف له بشيء؛ ونقل بعضهم عنه أنه صححه؛ وهو من رواية وحشي بن حرب بن وحشي؛ عن أبيه؛ عن جده؛ كما قال الحاكم وغيره؛ ووحشي هذا قال فيه المزني والذهبي: فيه لين؛ وقصارى أمر الحديث ما قاله الحافظ العراقي : إن إسناده حسن؛ وقال ابن حجر: في صحته نظر؛ فإن وحشيا الأعلى هو قاتل حمزة ؛ وثبت أنه لما أسلم قال له المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: " غيب وجهك عني" ؛ فيبعد سماعه منه بعد ذلك؛ إلا أن يكون أرسل؛ وقول ابن عساكر أن صحابي هذا الحديث غير قاتل حمزة ؛ يرده ورود التصريح بأنه قاتله في عدة طرق للطبراني وغيره؛ وأقول: مما يوهن تصحيحه أن الحاكم مع كونه مشهورا بالتساهل في التصحيح؛ وعيب بذلك؛ لما أورده لم يصححه؛ بل في كلامه إشعار بضعفه؛ فإنه عقبه بقوله: أخرجناه شاهدا.



الخدمات العلمية