الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
173 - " اجتنبوا الوجوه؛ لا تضربوها " ؛ (عد)؛ عن أبي سعيد .

التالي السابق


(اجتنبوا) ؛ وجوبا؛ (الوجوه) ؛ جمع " وجه" ؛ والمراد الوجه من آدمي محترم؛ أريد حده؛ أو تأديبه؛ أو بهيم كذلك؛ قصد استقامته وتدريبه؛ ثم بين وجه الاجتناب؛ بقوله: (لا تضربوها) ؛ فيحرم ذلك؛ كما يحرم وشمه؛ ووسمه؛ وذلك لأن الوجه أشرف ما ظهر من الإنسان؛ بل من كل حيوان؛ فامتهانه بما يؤدي إلى تشويه؛ من العصيان؛ أو المراد بالوجه الوجهاء والعظماء؛ فلا تضربوا من توجه عليه تعزير من رؤساء الناس؛ وأكابرهم؛ بل اقتصروا فيه على ما يليق به من نحو توبيخ بالقول؛ فهو من قبيل: " أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم" ؛ وهذا وإن كان وجيها؛ ففي بعض الروايات ما يعين الأول؛ أما غير المحترم؛ كحربي؛ ومرتد؛ وسبع ضار؛ وكلب عقور؛ فلا؛ و" الضرب" ؛ أصله كما قال الراغب : وقع شيء على شيء؛ ولتنوع صنوف الضرب خولف بين تفاسيره؛ كضرب الشيء بنحو عصا؛ وضرب الدراهم؛ اعتبارا بضرب المطرقة؛ وقيل له: " الطبع" ؛ اعتبارا بتأثير السكة فيه؛ والضرب في الأرض؛ الذهاب فيها؛ وهو ضربها بالأرجل؛ وضرب الخيمة؛ لضرب أوتادها بالمطرقة؛ وضرب المثل؛ من ضرب الدراهم؛ وهو ذكر شيء يظهر أثره في غيره.

(عد؛ عن أبي سعيد) ؛ الخدري ؛ ولم يرمز المؤلف له بشيء؛ وهو ضعيف.



الخدمات العلمية