الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
182 - " أجرؤكم على قسم الجد؛ أجرؤكم على النار " ؛ (ص)؛ عن سعيد بن المسيب ؛ مرسلا.

التالي السابق


(أجرؤكم) ؛ من " الجرأة" ؛ وهي الإقدام على الشيء؛ (على قسم الجد) ؛ أي: على الإفتاء؛ أو الحكم؛ بتعيين ما يستحقه من الإرث؛ (أجرؤكم على النار) ؛ أي: أقدمكم على الوقوع فيها يوم القيامة؛ تسوقه الزبانية إليها؛ لأن الجد يختلف ما يأخذه من فرض وتعصيب وثلث وسدس؛ وتتفاوت مراتبه بحسب القرب؛ والبعد؛ وفي شأنه من الاضطراب ما يحير الألباب؛ فمن تساهل وأقدم على القضاء؛ أو الإفتاء بقدر ما يستحقه بغير تثبت وتحقق؛ فقد عرض نفسه للنار؛ ومن ثم نقل عن عمر أنه لما احتضر قال: " احفظوا عني؛ لا أقول في الكلالة؛ ولا في الجد شيئا؛ ولا أستخلف" ؛ وأخرج يزيد بن هارون عن ابن سيرين ؛ عن عبيدة؛ قال: إني لأحفظ عن عمر في الجد مائة قضية؛ كلها ينقض بعضها بعضا؛ قال ابن الأثير: وفي حديث علي: " من سره أن يقتحم جراثيم جهنم؛ فليقض في الجد" ؛ أي: يرم بنفسه في معاظم عذابها.

(ص؛ عن سعيد بن المسيب ) ؛ بفتح التحتية؛ على الأشهر؛ وتكسر؛ (مرسلا) ؛ هو المخزومي؛ أحد الأعلام؛ رأس علماء التابعين؛ وفردهم؛ وأفضل فقهائهم؛ حدث عن عمر وغيره؛ وعنه الزهري وخلق؛ رمز لصحته.



الخدمات العلمية