الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
192 - " أجوع الناس طالب العلم؛ وأشبعهم الذي لا يبتغيه " ؛ أبو نعيم ؛ في كتاب العلم؛ (فر)؛ عن ابن عمر .

التالي السابق


(أجوع الناس طالب علم؛ وأشبعهم الذي لا يبتغيه) ؛ أي: طالب العلم المتلذذ بفهمه؛ لا يزال يطلب ما يزيد التذاذه؛ فكلما طلب ازداد لذة؛ فهو يطلب نهاية اللذة ولا نهاية لها؛ فهو يشارك غيره في الجوع؛ غير أن ذلك الغير له نهاية وهذا لا نهاية له؛ فلذلك كان أجوع؛ قال الإمام الرازي: واللذة: إدراك الملائم؛ والملائم للقوة الحساسة إدراك المحسوسات؛ والقوة العقلية إدراك المعقولات؛ التي هي العلوم والمعارف؛ وإدراك القوى العاقلة أقوى من إدراك القوى الحساسة؛ وكلما كان الإدراك أقوى؛ والمدرك أشرف؛ كانت اللذة الحاصلة بذلك الإدراك أشرف وأقوى؛ وكانت النفوس الفاضلة عليها أحرص؛ وإليها أشوق؛ وأصل " الجوع" ؛ - كما قال الحراني -: غلبة الحاجة إلى الغذاء على النفس؛ حتى يترامى لأجله فيما لا يتأمل عاقبته؛ فإذا كان على غير غلبة مع حاجة؛ فهو الفرث؛ وقيل: " الجوع" : فراغ الجسم عما به قوامه؛ وقيل: الألم الذي ينال الحيوان من خلو المعدة عن الطعام؛ وكيفما كان فاستعماله في العلم مجاز؛ قال الزمخشري : ومن المجاز: " جاع وشاحها للحصان" ؛ وفلان جائع القدر" ؛ وإني لأجوع إلى أهلي وأعطش" ؛ و" إنك جائع إلى فلان" ؛ وإنما كان أشبعهم الذي لا يبتغيه لغلبة الطبع البهيمي عليه؛ واشتغاله باللذات الحسية التي تشاركه فيها البهائم؛ وعدم إدراكه اللذات العقلية بالكلية.

( أبو نعيم ؛ في كتاب العلم؛ فر؛ عن ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ قال في الكبير: وضعف؛ وذلك لأن فيه الجارود؛ عن الحسن بن الفضل؛ وأورد الذهبي الحسن هذا في الضعفاء؛ وقال: مزقوا حديثه؛ وفي الميزان: حرقوا حديثه؛ وفي اللسان: قال ابن حزم: مجهول؛ وابن البيلماني ضعفه الدارقطني وغيره.



الخدمات العلمية