الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
207 - " أحب الأسماء إلى الله ما تعبد له؛ وأصدق الأسماء همام؛ وحارث " ؛ الشيرازي؛ في الألقاب؛ (طب)؛ عن ابن مسعود .

التالي السابق


(أحب الأسماء) ؛ التي يسمى بها الإنسان؛ (إلى الله؛ ما تعبد له) ؛ بضمتين؛ فتشديد؛ بضبط المصنف؛ لأنه ليس بين العبد؛ وربه نسبة إلا العبودية؛ فمن تسمى بها فقد عرف قدره؛ ولم يتعد طوره؛ وقال الأذرعي - من أجلاء الشافعية -: ووقع في الفتاوى أن إنسانا سمي بـ " عبد النبي" ؛ فتوقفت فيه؛ ثم ملت إلى أنه لا يحرم إذا قصد به التشريف بالنسبة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ويعبر بـ " العبد" ؛ عن الخادم؛ ويحتمل المنع من ذلك؛ خوف التشريك من الجهلة؛ أو اعتقاد أو ظن حقيقة العبودية؛ انتهى؛ وقال الدميري: التسمي بـ " عبد النبي" ؛ قيل: يجوز؛ إذا قصد به النسبة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ومال الأكثر إلى المنع؛ خشية التشريك؛ واعتقاد حقيقة العبودية؛ كما لا تجوز التسمية بـ " عبد الدار" ؛ وقياسه تحريم " عبد الكعبة" ؛ (وأصدق الأسماء همام) ؛ كـ " شداد" ؛ من " هم" ؛ عزم؛ (وحارث) ؛ كـ " صاحب" ؛ من " الحرث" ؛ وهو الكسب؛ وذلك لمطابقة الاسم لمعناه؛ إذ كل عبد متحرك بالإرادة؛ والهم مبدأ الإرادة؛ ويترتب على إرادته حرثه وكسبه؛ فإذا لا ينفك مسماهما عن حقيقة معناهما؛ بخلاف غيرهما؛ قال في المطامح: وهذا تنبيه على معنى الاشتقاق؛ ولهذا خص الحريري في مقاماته هذين الاسمين؛ وقال الطيبي: ذكر أولا أن أحب الأسماء ما تعبد له؛ لأن فيه خضوعا واستكانة؛ على ما سبق؛ ثم نظر إلى أن العبد قد يقصر في العبودية؛ ولم يتمكن من أدائها بحقها؛ فلا يصدق عليه هذا الوصف؛ فتنزل إلى قوله: " همام" ؛ و" حارث" .

(الشيرازي؛ في) ؛ كتاب (الألقاب؛ طب؛ عن ابن مسعود ) ؛ قال الهيتمي: فيه محمد بن محصن العكاشي؛ متروك؛ انتهى؛ وقال في الفتح: في إسناده ضعف ولم يرمز المؤلف له هنا بشيء؛ ووهم من زعم أنه رمز له بالضعف؛ لكنه جزم بضعفه في الدرر.



الخدمات العلمية