الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
352 - " إذا اجتمع العالم؛ والعابد على الصراط؛ قيل للعابد: ادخل الجنة وتنعم بعبادتك؛ وقيل للعالم: قف هنا؛ فاشفع لمن أحببت؛ فإنك لا تشفع لأحد إلا شفعت؛ فقام مقام الأنبياء " ؛ أبو الشيخ ؛ في الثواب؛ (فر)؛ عن ابن عباس ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا اجتمع العالم) ؛ بالعلم الشرعي؛ العامل به؛ (والعابد) ؛ القائم بوظائف الطاعات؛ وصنوف العبادات؛ لكنه لا يعلم إلا ما لزمه تعلمه عينا؛ (على الصراط) ؛ أي: على الجسر المضروب على متن جهنم؛ الذي يمر عليه الكافر للنار؛ والمسلم للجنة؛ (قيل) ؛ أي: يقول بعض الملائكة؛ أو من شاء الله من خلقه؛ بأمره؛ (للعابد: ادخل الجنة) ؛ برحمة الله؛ وترفع لك الدرجات فيها؛ بعملك؛ (وتنعم) ؛ ترفه؛ من " الرفاهية" ؛ وهي رغد الخصب؛ ولين العيش؛ (بعبادتك) ؛ أي: بثواب عملك الصالح؛ فإنه قد نفعك؛ لكنه قاصر عليك؛ (وقيل للعالم: قف هنا) ؛ أي: على الصراط؛ (فاشفع لمن أحببت) ؛ الشفاعة له من عصاة الموحدين الذين استحقوا دخول النار؛ (فإنك لا تشفع لأحد) ؛ ممن ذكر؛ (إلا شفعت) ؛ أي: قبلت شفاعتك فيه؛ لأنه لما أحسن إلى عباد الله بعلمه الذي أفنى فيه نفائس أوقاته؛ أكرمه الله (تعالى) بإنالته مقام الإحسان إليهم في الآخرة بشفاعته فيهم؛ جزاء وفاقا؛ (فقام) ؛ حينئذ؛ (مقام الأنبياء) ؛ في كونه في الدنيا هاديا للرشاد؛ منقذا من الضلالة؛ وكونه في الآخرة شافعا مشفعا؛ ومن ثم قالوا: " العلماء خلفاء الأنبياء" ؛ فأعظم بها من منزلة عالية فاخرة في الدنيا؛ والآخرة!

( أبو الشيخ ) ؛ عبد الله بن حبان؛ (في) ؛ كتاب (الثواب) ؛ على الأعمال؛ (فر)؛ وكذا أبو نعيم ؛ ومن طريقه وعنه أورده الديلمي ؛ فلو عزاه له كان أولى؛ (عن ابن عباس ) - رضي الله (تعالى) عنهما -؛ رمز المؤلف لضعفه؛ وذلك لأن فيه عثمان بن موسى؛ عن عطاء ؛ أورده الذهبي في الضعفاء؛ وقال: له حديث لا يعرف إلا به؛ وفي الميزان: له حديث منكر.



الخدمات العلمية