الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
369 - " إذا ادهن أحدكم؛ فليبدأ بحاجبيه؛ فإنه يذهب بالصداع " ؛ ابن السني ؛ وأبو نعيم ؛ في الطب؛ وابن عساكر ؛ عن قتادة ؛ مرسلا؛ (فر)؛ عنه؛ عن أنس ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا ادهن أحدكم) ؛ " افتعل" ؛ أي: أراد دهن شعر رأسه بالدهن؛ (فليبدأ) ؛ إرشادا؛ (بحاجبيه) ؛ وهما العظمان فوق العينين؛ يلجمهما؛ وشعرهما؛ أو شعرهما وحده؛ كذا في القاموس؛ وظاهر أن المراد هنا الشعر والبشرة؛ قال الراغب : و" الحاجب" : المانع عن السلطان؛ والحاجبان في الرأس سميا به لكونهما كالحاجبين للعينين في الذب عنهما؛ (فإنه) ؛ أي: الدهن؛ (يذهب بالصداع) ؛ لفظ رواية الديلمي : " فإنه ينفع من الصداع" ؛ و" الصداع" ؛ بالضم: وجع الرأس؛ وإنما يذهب به لأنه يفتح المسام؛ فيخرج البخار المنحبس في الرأس؛ وقال الحكيم: حكمة البداءة بالحاجبين أن أول ما ينبت على ابن آدم من الشعر شعر الحاجبين؛ فإذا بدأ بهما في المشط والدهن؛ فقد أدى حقه لكونه بدئ به في الخلقة؛ وقوله: " يذهب" ؛ بفتح أوله؛ أي: إذا دهن به الرأس؛ الذي فيه صداع؛ بالدهن؛ فلا يذهب الدهن؛ أي: يجف؛ حتى يذهب بالصداع معه؛ ويحتمل كونه بضم أوله؛ والباء زائدة؛ أي: يذهب الصداع.

( ابن السني ؛ وأبو نعيم ؛ في) ؛ كتاب؛ (الطب) ؛ النبوي؛ ( وابن عساكر ) ؛ في تاريخه؛ (عن قتادة ) ؛ ابن دعامة السدوسي؛ المحدث المفسر الفقيه؛ (مرسلا؛ فر) ؛ وكذا الحكيم الترمذي ؛ (عنه) ؛ أي: عن قتادة ؛ (عن أنس ) ؛ قال في الأصل: وسنده ضعيف؛ لأن فيه بقية؛ والكلام فيه معروف؛ وجبلة بن دعلج؛ ضعفه أحمد ؛ والدارقطني ؛ ثم الذهبي .



الخدمات العلمية