الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
389 - " إذا أراد الله بقوم خيرا؛ أكثر فقهاءهم؛ وأقل جهالهم؛ فإذا تكلم الفقيه وجد أعوانا؛ وإذا تكلم الجاهل قهر؛ وإذا أراد الله بقوم شرا؛ أكثر جهالهم؛ وأقل فقهاءهم؛ فإذا تكلم الجاهل وجد أعوانا؛ وإذا تكلم الفقيه قهر " ؛ أبو نصر السجزي ؛ في الإبانة؛ عن حبان بن أبي جبلة ؛ (فر)؛ عن ابن عمر ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا أراد الله بقوم) ؛ قال الحراني : هم الذين يقومون بالأمر حق القيام؛ وهم في عرف استعمال العرب: أهل النجدة والقوة؛ حتى يقولون: " قوم؛ أم نساء؟" ؛ تقابلا بين المعنيين؛ (خيرا؛ أكثر فقهاءهم) ؛ أي: علماءهم بالأحكام الشرعية الفرعية؛ أو الأصولية؛ (وأقل جهالهم) ؛ بالضم؛ والتشديد؛ (فإذا تكلم الفقيه) ؛ بما يوجبه العلم من طاعة؛ كأمر بمعروف؛ ونهي عن منكر؛ (وجد أعوانا) ؛ يظاهرونه؛ ويناصرونه؛ جمع " عون " ؛ وهو الظهير؛ (وإذا تكلم الجاهل) ؛ بما يخالف الحق؛ (قهر) ؛ بالبناء للمجهول؛ أي: خذل؛ وغلب؛ ورد عليه؛ و" القهر" : الغلبة؛ (وإذا أراد بقوم شرا؛ أكثر جهالهم؛ وأقل فقهاءهم؛ فإذا تكلم الجاهل) ؛ بغير الحق؛ (وجد أعوانا؛ وإذا تكلم الفقيه) ؛ بالحق؛ (قهر) ؛ أي: وجد مقهورا؛ وذلك من أشراط الساعة؛ قال الغزالي: والمراد بالجاهل: الجاهل بعلوم الآخرة؛ وإن كان عالما بعلوم الدنيا؛ تلبس بها رياء ونفاقا وسمعة؛ وغرضه عاجل حظ الدنيا؛ وهو مظهر من نفسه خلاف ذلك؛ كالعلماء السوء؛ والقراء السوء؛ أولئك بغضاء الله في أرضه؛ انتهى.

( أبو نصر ) ؛ محمد بن إسحاق ؛ (السجزي) ؛ بكسر المهملة؛ وسكون الجيم؛ وزاي؛ نسبة إلى " سجستان" ؛ كما مر؛ (في) ؛ كتاب؛ (الإبانة) ؛ عن أصول الديانة؛ (عن حبان) ؛ بكسر المهملة؛ وشد الموحدة التحتية؛ (ابن أبي جبلة ) ؛ بفتح الجيم؛ والموحدة؛ تابعي؛ ثقة؛ له إدراك.

(فر؛ عن ابن عمر) ؛ ابن الخطاب ؛ وفيه الحسن بن علي التميمي؛ قال في الميزان عن الخطيب: وبقية غير حجة.



الخدمات العلمية