الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
399 - " إذا أراد الله بقوم سوءا؛ جعل أمرهم إلى مترفيهم " ؛ (فر)؛ عن علي؛ (ض).

التالي السابق


(إذا أراد الله بقوم سوءا) ؛ بالضم؛ أي: أن يحل بهم ما يسوؤهم؛ (جعل أمرهم) ؛ أي: صير الولاية عليهم؛ وتدبير مملكتهم؛ (إلى مترفيهم) ؛ أي: متنعميهم المتعمقين في اللذات؛ المنهمكين على الشهوات؛ وذلك سبب الهلاك؛ قال (تعالى): وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ؛ الآية؛ و" المترف" ؛ بضم الميم؛ وفتح الراء: المتنعم المتوسع في ملاذ الدنيا؛ وشهواتها؛ قال في الكاشف: " الإتراف" : إبطار النعمة؛ انتهى؛ وذلك لأنهم أسرع إلى الحماقة والفجور وسفك الدماء؛ وأجرأ على صرف مال بيت المال في حظوظهم؛ ومآربهم؛ غير ناظرين إلى مصالح رعاياهم؛ وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم ؛ وفي الكلام حذف؛ والتقدير: " بقوم أهل سوء سوءا" ؛ فإنه (تعالى) إنما يولي عليهم مترفيهم؛ لعدم استقامتهم؛ بدليل الحديث الآتي: " كما تكونوا يولى عليكم" ؛ وفي حديث لأحمد؛ " كما تدين تدان" ؛ وفي آخر: " إنما هي أعمالكم ترد عليكم" ؛ وفي حديث لأحمد عن موسى - عليه الصلاة والسلام - نحوه.

(فر؛ عن علي) ؛ أمير المؤمنين ؛ وفيه حفص بن مسلم السمرقندي؛ قال الذهبي : متروك.



الخدمات العلمية