الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
405 - " إذا أراد الله أن يوتغ عبدا؛ عمى عليه الحيل " ؛ (طس)؛ عن عثمان ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا أراد الله أن يوتغ) ؛ بضم التحتية؛ وسكون الواو؛ وكسر الفوقية؛ وغين معجمة؛ (عبدا) ؛ أي: يهلكه؛ و" الوتغ" ؛ محركا: الهلاك؛ كما في الصحاح؛ وفي رواية - بدل " يوتغ" -: " يوتر" ؛ وهو أن يفعل بالإنسان ما يضره؛ (عمى) ؛ بغير ألف؛ كذا بخط المؤلف؛ لكن الذي في نسخ الطبراني : " أعمى" ؛ بألف؛ (عليه الحيل) ؛ بكسر الحاء؛ المهملة؛ وفتح المثناة تحت؛ أي: الاحتيال؛ وهو الحذق في تدبير الأمور؛ وتقليب الفكر؛ ليصل إلى المقصود؛ فالمراد: صيره أعمى القلب؛ متحير الفكر؛ فالتبس عليه الأمر؛ فلا يهتدي إلى الصواب؛ فيهلكه؛ والعمى في الأصل فقد البصر؛ ثم استعير لعمى القلب؛ كناية عن الضلال والحيرة؛ والعلاقة: عدم الاهتداء؛ وما ذكر من ضبط " يوتغ" ؛ بما ذكر؛ هو ما في بعض الشروح؛ لكن الذي رأيته في أصول صحيحة من المعجم ومجمع الزوائد: " يزيغ" ؛ بزاي معجمة؛ فمثناة تحت؛ ثم رأيت نسخة المصنف التي بخطه من هذا الكتاب المشروح: " يزيغ" ؛ بزاي منقوطة؛ وهو مصلح بخطه؛ على كشط؛ ومعنى " يزيغ" ؛ يميل عن الحق؛ ففي القاموس وغيره: " أزاغه" : أماله؛ و" زاغ؛ يزيغ" ؛ مال؛ و" زاغ البصر" ؛ كل.

(طس؛ عن عثمان ) ؛ ابن عفان ؛ لم يرمز له بشيء؛ وهو ضعيف؛ ووجهه أن فيه محمد بن عيسى الطرطوسي؛ وهو - كما قال الهيتمي - ضعيف؛ وعبد الجبار بن سعيد ؛ ضعفه العقيلي ؛ وقال: أحاديثه مناكير؛ عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ؛ وقد ضعفه النسائي ؛ فتعصيب الهيتمي الجناية برأس الطرطوسي وحده؛ غير جيد.



الخدمات العلمية