الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
457 - " إذا اضطجعت؛ فقل: بسم الله؛ أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه؛ ومن شر عباده؛ ومن همزات الشياطين؛ وأن يحضرون " ؛ أبو نصر السجزي ؛ في الإبانة؛ عن ابن عمرو .

التالي السابق


(إذا اضطجعت) ؛ أي: وضعت جنبك على الأرض؛ (فقل) ؛ ندبا؛ (بسم الله) ؛ أي: أضع جنبي؛ والباء للمصاحبة؛ أو للملابسة؛ ويظهر أن الأكمل كمال التسمية؛ (أعوذ) ؛ أي: أعتصم؛ (بكلمات الله) ؛ كتبه المنزلة على رسله؛ أو صفاته؛ وقد جاءت الاستعاذة بها في خبر: " أعوذ بعزة الله وقدرته..." ؛ والتأنيث للتعظيم؛ (التامة) ؛ الخالية عن التناقض والاختلاف؛ (من غضبه) ؛ سخطه على من عصاه؛ وإعراضه عنه؛ (وعقابه) ؛ عقوبته؛ (ومن شر عباده) ؛ من أهل الأرض؛ وغيرهم؛ (ومن همزات الشياطين) ؛ نزغاتهم؛ ووساوسهم؛ وأصل " الهمز" : الحث؛ ومنه: " همز الفرس بالمهماز ليعدو" ؛ وشبه حث الشياطين على الإثم بهمز الراضة الدواب على المشي؛ وجمعها باعتبار المرات؛ أو لتنوع الوسواس؛ أو لتعدد الشياطين؛ (وأن يحضرون) ؛ أي: يحومون حولي؛ في شيء من أموري؛ لأنهم إنما يحضرون بسوء؛ وفي القاموس أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فسر همزات الشياطين باللمم؛ أي: الجنون؛ وفيه ندب التعوذ والذكر عند النوم؛ قال بعضهم: ومن فوائد هذه الاستعاذة أن المحافظ عليها لا يلدغه عقرب؛ كما في حديث يأتي؛ وقد أشير إلى بعضها في القرآن بقوله (تعالى): وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين ؛ الآية.

( أبو نصر ) ؛ محمد بن إسحاق ؛ (السجزي) ؛ بكسر المهملة أوله؛ (في) ؛ كتاب؛ (الإبانة) ؛ عن أصول الديانة؛ (عن ابن عمرو ) ؛ ابن العاص؛ وهو كما في الأصل من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.



الخدمات العلمية